أنا الأُردّنُ تاريخٌ ومجدٌ
إسماعيل السعودي
02-06-2023 12:26 AM
عَلى عَتَبَاتِنَا الفَجْرُ الجَمِيْلُ
وَفَوْقَ جِبَاهِنَا المَجْدُ الأَصِيْلُ
لنَا التَّارِيْخُ مِنْ أَيَّامِ عادٍ
وَحَاضِرُنَا حِكَايَاتٌ تَطُولُ
بِنَهْضَتِنَا رَفَعْنَا صَرْحَ عِزٍّ
فَزَانَتْ فِي مَوَاسِمِنَا الفُصُولُ
أَنَا عَمَّانُ عَاصِمَةُ الجَلَالِ
وَمَوَّالُ المَحَبَّةِ وَالجَمَالِ
إِلى قَلْبِي تَوَافَدَتِ البَرَايَا
وِفِي رُوحِي مَقَامَاتُ الرِّجَالِ
لأفرحَ بالحسينِ وقدْ تجلّى
كمثلِ الشَّمسِ أو مثلِ الهلالِ
جمعتُ النّاسَ مِنْ شرقٍ وغربٍ
على الإيثارِ من عمٍّ وخالِ
أَنَا العَقَبَةْ وَلَيْسَ سِوَايَ بَحْرُ
وَمِنْ مَائِي يَضُوعُ اليَوْمَ عِطْرُ
عَلى شُطْآنِيَ الغَرَّاءِ قَامَتْ
مَمَالِكُ حَفَّهَا فِي الخُلْدِ ذِكْرُ
أَنَا البَلْقَا الأَبِيَّةُ وَالبَهَاءُ
بِمَدْرَسَتِي المَعَارِفُ وَالبِنَاءُ
رِجَالِي مَنْ سِوَاهُمْ لِلمَعَالي
إِذَا نَادَى لِنَجْدَتِهِ السَّخَاءُ
أَنَا جَرَشُ الطَّبِيعَةِ وَالنَّضَارَةْ
لِأَهْلِ الشِّعْرِ قَدْ كُنْتُ المَنَارَةْ
عَلى حَجَرِي مَسَارِحُهُمْ أُقِيمَتْ
وَفِي أَرْضِي بَنَيْتُ لَهُمْ حَضَارَةْ
مَعَانُ أَنَا دُرُوْبُ الحَجِّ عِنْدِي
وَأُوْلَى الصُّحْفِ فِي هَذِي البِلَادِ
فَمِنِّي جَذْوَةُ النُّوْرِ اسْتَنَارَتْ
لِتَمْلَأَ مَوْطِنِي فِي كُلِّ وَادِي
أَنَا كَرَكُ الرُّجُوْلَةِ وَالقِلَاعِ
عَلى شِيْحَانَ قَدْ كَانَ التِمَاعِي
بِمَؤْتَةَ قَدْ أَتَمَّ الدِّيْنَ صَحْبٌ
فَإِنِّي السَّيْفُ وَالعَليَا ذِرَاعِي
أَنَا عَجْلُوْنُ سَيِّدَةُ العَبِيْرِ
وَمُوْسِيْقَا البَلَابِلِ وَالطُّيُوْرِ
عَلى سَفْحِي بَيَاضُ الثَّلْجِ نُوْرٌ
وَفِي الغَابَاتِ تَارِيخِي المُنِيْرِ
أَنَا المَفْرَقْ مُجَمِّعَةُ الجِهَاتِ
بِبَادِيَتِي جَلَالُ المَكْرُمَاتِ
وَفِي سَهْلِي تَجَمَّعَتِ السَّرَايَا
فَصَحْرَائِي مَلَاذٌ لِلأُبَاةِ
أَنَا الزَّرْقَاءُ حَاضِنَةُ الجُنُوْدِ
عَلَى شَفَتِي مَنَارَاتُ الجُدُوْدِ
بِرُوْحِي يَخْفِقُ العَلَمُ المُفَدَّى
وَفِي قَلْبِي تَرَاتِيْلُ النَّشِيْدِ
طَفِيْلَتُكُمْ أَنَا عَنْدَ النَّزِيْفِ
وَمَا نَسِيَتْ مَعَارِكُنَا سُيُوْفِي
لِذَا سُمِّيْتُ فَخَرًا هَاشِمِيَّةْ
بِهَا زَانَتْ عَلَى الدُّنْيَا حُرُوْفِي
لأَنِّي مَأْدَبَا صِنْوُ الحَيَاةِ
سَمَوْتُ عَلَى الشُّمُوْسِ السَّاطِعَاتِ
يُؤذَّنُ فِي الكَنِيْسَةِ لِلتَّآخِي
فَيسَعَى النَّاسُ مِنْ أَجْلِ الصَّلَاةِ
أَنَا أَرْبَدْ أَشُدُّ عُرَى بِلَادِي
وَدِرْعٌ لِلحُدُوْدِ مِنَ الأَعَادِي
فَإِنْ تَسْأَلْ عَنِ الأَمْجَادِ يَوْمًا
فَسَلْ حُوْرَانَ فِي يِوْمِ الحَصَادِ
هُوَ الأُرْدُنُّ تَارِيْخٌ وَمَجْدٌ
وَأَحْلَامٌ وَذَاكِرَةٌ تَسِيْلُ
تُحَاوِلُ أَنْ تُطَاوِلَهُ الأَعَادِي
فَتَمْنَعُهَا المَنَابِتُ وَالأُصُوْلُ
بِعَبْدِاللهِ سَيَّجَنَا حِمَاهُ
وَفِي رَغَدَانَ يَكْتَمِلُ الوُصُوْلُ