عاصفة من الكراهية للإسلام تجتاح العالم الغربي
د. رحيّل غرايبة
31-12-2010 03:07 AM
عدد لا بأس به من الدراسـات والابحـاث واسـتطلاعـات الرأي تفيد بتعاظم موجة العـداء للاسـلام في البلـدان الغربيــة، والشـيء الملفت في هذه الموجة أنها اصبحت تشمل مفكرين وكتابا ورؤساء تحرير صحف، وبعض الناشطين السياسيين والحزبيين ورجال دين، مما يؤذن باتساعها وشمولها، وعدم اقتصارها على البسـطاء، بحيث تكون مرشـحة لاتخاذ شكـل الظاهرة.
بعض الباحثين الالمان يؤكدون ان ظاهرة الخوف من الاسـلام واعـتباره خطـرا تشـمل نصف الشـعب الالمـاني وزيـادة، ويلحظ تحول في اتجاه الصحفيين والكتاب في الصحف الالمانية من الكتابة حول قيم التسامح والتعايش والتحرر الى الاتجاه اليميني المحافظ الذي يبث قيم الغضب والكراهية ضد الدين الاسلامي بشكل عام.
وتفيد التقارير بان الساحات الغربية اخدت تشهد تحركات سياسية منظمة تتخذ من التحريض على الاسلام نهجا محوريا مثل هولندا والمانيا مما ادى الى قتل المسلمة المحجبة مروة الشربيني في المحكمة أمام زوجها وابنائها بطعنها ست عشرة طعنة قاتلة.
وقد لاحظنا سابقا ان دولة مثل «سويسرا» التي اشتهرت منذ نشأتها بالحياد واشاعة جو الحرية والتسامح، والاعتدال في مواقفها السياسية تجاه القضايا العربية والاسلامية وخصوصا القضية الفلسطينية،استطاعت بعض القـوى السـياسية اليــمينية المحــافظة فيها ان تفرض قانونا يمنع بناء «المأذنة»في مساجد المسلمين وربط ذلك بحظر النقاب، واعتبار ذلك مظهرا من مظاهر تهديد الحضارة الغربية المسيحية.
واذا نظرنا الى ما تم في الدنمارك من نشر الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مرورا بالفلم الهولندي وما صدر في فرنسا من قوانين تمنع لبس الحجاب وتحظره في الشارع العام والمدارس والمؤسسات الحكومية الى تصريحات كبار رجال الدين والسياسيين والمفكريين ورؤساء تحرير الصحف، يدل دلالة واضحة على ان الساحات الغربية تشهد جملة منسقة ومنظمة من اجل خلق حالة عامة من الكراهية السائدة لدى الغرب، مصحوبة بتعبئة نفسية عبر محاور عدة وعلى مختلف الجبهات.
ان انتشار هذه الظاهرة امر خطير،ويجب ان ننظر اليها على انها احدى التحديات الكبيرة التي تواجه العالم العربي والاسلامي بالاضافة الى تحديات الاخرى التي يجب عدم اهمالها او التقليل من شأنها.
واهم ما ينبغي بحثه في هذه الظاهرة هو الوقوف على الاسباب والعوامل التي يستند اليها مثيرو الفتنة الكونية، الذين يتنافسون على الحروب وتعميق الصراعات بين الامم والحضارات والاديان.
هناك تحالف بين عدة اطراف يتمحور حول العداء للاسلام،ولكل طرف اهدافه وغاياته المختلفة.
الطرف الاول :المتمثل في تجمع منتجي السلاح وما يدور في فلكهم من شركات وتجار ومافيات الذين يبحثون عن الاسواق المستهلكة للسلاح، وتتجلى مصلحتهم في اثارة الحروب وديمومتها، والذين ينهجون منهج اثارة الخوف والذعر في الشعوب الغربية خلال البحث عن اعداء وهميين، ووجدوا ضالتهم في الاسلام والمسلمين.
الطرف الثاني: المتمثل في الاحزاب الغربية والاوربية المحافظة اليمينية واصحاب الايدولوجيات الدينية المتعصبة، والمتصهينين والمحافظيين الجدد الذين يؤمنون بصراع الحضارات وسيادة الرجل الابيض وبعض الخرافات الدينية مثل (هارمجدون) التي سيطرت على ال بوش وجزء كبير من الحزب الجمهوري. وبعض الذين تتعمق لديهم بقايا الروح الصليبية القديمة، ويتم ذلك كله تحت ستار محاربة الارهاب.
الطرف الثالث : (اسرائيل) واللوبي الصهيوني، واعوانه الذين يمثلون مقدمة المشروع الحضاري الصهويني الغربي في مواجهة المشروع الحضاري الاسلامي المتوقع ظهور سيادته مما يقتضي حشد العالم الغربي خلف دولة «اسرائيل» في المواجهة القادمة المحتمة مع القوى الظلامية والهمجية التي تهدد بقاء الحضارة الغربية بزعمهم.
(الراي)