جرعة من الفرح ودروس هاشمية
لورانس المجالي
01-06-2023 09:44 PM
جرعة فرح كبيرة كان الأردن بحاجتها خاصة في ظل المتغيرات والأحداث المتتالية في الإقليم والعالم والتي صنعت بعض الحزن والشوائب لصورة الأردن وقد حملت جرعة الفرح الهاشمية دروسا في البساطة والسياسية والتنظيم والاصالة والرقي والأناقة والمحبة والعدل>
البرتوكول الملكي
كانت مراحل الفرح منذ الخطوبة وصولا الى يوم الزفاف تحمل الشكل الملكي الذي يكتنفه التنسيق المتقن والتنظيم الدقيق والشفافية في الاعلان لكافة مراحل الفرح وتلك رسالة على قوة مؤسسة الحكم والتزامها بإرثها الملكي العريق الذي يليق بالعائلة الهاشمية المالكة وقد كان للتقاليد الملكية حضورا في اغلب التفاصيل وبالأخص موكب الحفل الذي رسم لوحة جميلة وكانت محطاته تحمل الكثير حول عظم الدولة وتاريخها الراسخ .
اصالة واناقة المناسبة
حملت فعاليات العرس هوية اردنية اصيلة من الجاهة والخطوبة مرورا بالحناء وصولا الى المباركة والزفاف وقد ذكرت الجميع أن إرث الأردن وهويته هو رداء العائلة المالكة مع الاخذ بعين الاعتبار الحفل العظيم الذي استقبل فيه جلالة الملك عموم الوجهاء وكانت الفعاليات تحمل فسيفساء الأردن والثقافة الجامعة للمملكة العريقة وكان الملك شيخ العشيرة الاردنية الكبيرة يوصي ولي عهده بمخافة الله وهنا رسالة ان الهواشم حملة رسالة الحق والحكمة والصلاح للبشرية جمعاء .
سيف الملك المؤسس
الى جانب قيمة السيف التاريخية الذي صك في عام الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ والذي يجسد صلابة الملك الشهيد المؤسس الا ان الملك كان حريصا وهو يهدي السيف لولي العهد ان يذكر الحسين الابن ان السيف ليس دلاله على القوة والبطش بل على العدل وكلمة العدل هنا تحتها الف خط لنعرف ان بنو هاشم اهل عدل وحملة رسالة العدل للبشرية .
حمام العريس
رسالة عظيمة تلك الرسالة حيث أكدت على أهمية العادات والتقاليد و دور العائلة في الفرح والترح وحرص ولي العهد على حضور رفاق السلاح من القوات المسلحة ورسالة اخرى ان الاردن واحد متماسك بالعائلة الكبيرة وسياجة جيشة المصطفوي من أبنائه الاوفياء للوطن والملك .
الحضور الدولي
ظهرت جليه مكانة جلالة الملك والاردن على المستوى الدولي وحضور ضيوف كبار على المستوى الدولي و اغلب العائلات الملكية في العالم وممثلي اغلب الدول العربية والاحترام الواضح من الحضور للأردن وقيادته وهنا رسالة بإن الأردن الهاشمي هو انموذج الاعتدال والسلام والتوافق مع العالم والى جانب ذلك كان الحرص واضح في الحفاظ على الهوية الشرعية الدينية في تقليد القران وبني هاشم ورثة رسول الامة وخاتم الانبياء .
الملكة والأم
لامست جلالة الملكة قلب كل ام وأسرة باهتمامها ومشاعرها الحقيقية وهي تترجم فرحها عبر كل حركة وفعالية وحديث وتابعت كل اردنية خطوات الملكة خلال مراحل الاحتفال ورسالة التناغم بين البروتوكولات الملكية وسلوك الام النابض والمحب ومازالت كلماتها يوم الحناء تنبض بالحب والاحترام لدى الجميع وقد تناول العالم حفل الحناء وحضور الملكة بكل ترحاب واحترام وهذا ليس جديد على الملكة رانيا التي تتفوق دائما حيث ما حلت ومان للملكة لمسات واضحه في كل تفصيل ابهر الجميع .
البساطة والاحترام
لم تسجل خلال كافة الفعاليات الممتدة اي شكوى من ازعاج او خشونة وهذا ديدن جنود ابا الحسين وعنوان النظام الهاشمي ورسالة بإن الدولة الاردنية قائمة على المحبة والاحترام وقادرة على اكبر الفعاليات وتراهن على قدراتها وخبرتها ووعي الشعب الاردني المحب لقيادته وفي خضم كل الفعاليات والحضور لم يتم إهمال تفصيل واحد مع الحفاظ على البساطة والتواضع كعنوان لهذا الفرح الاردني الجامع .
وتبقى صورة صاحبات السمو الاميرات ايمان وسلمى وهن من خلف العروس تعكس اصالة هذه العائلة واخلاقها الحميدة وروح المحبة من اخوات العريس ومدى البساطة في مساعدة العروس وتنظيم الفستان خلال الدخول إلى حفل الزفاف.
مؤسسات قوية
لقد ترجمت مؤسسات الدولة اهمية الاحتفالية وكان خلف هذا النجاح المبهر جنود في كل مؤسسات الدولية في الديوان و العسكرية والحكومية تستحق ان نرفع لها القبعات فقد وقفنا احتراما لكل حدث عكس عظم المناسبة وأثرها أمام العالم وضيوف الأردن.
الهاشميون مدرسة بل جامعة في كل شيء حيث لم يتم إهمال اي تفصيل وعلى هذا النهج قدمت العائلة الهاشمية الكريمة جرعة من الأمل والفرح لنا جميعا وبالمقابل أظهر الشعب تلاحم كبير من خلال الفرح والحب والاحتفال والفخر، تلاحما يليق بالأردن العظيم وهنا رسالة سياسية لأبواق الظلام في الخارج ان الاردن ينتمي لنفسه وليس كما يسوق البعض في الخارج ولن ينحدر ويقبل الفتنه ورسائل العار والعبث .
هنا نقف وننحني احتراما ونرفع الاكف شكرا لله اولا ومن ثم للملك المعظم الذي لم يسمح يوما بإن يظهر الأردن بأقل مما يستحق والحفاظ على هيبة الأردن وشكرا لكل من قدم وساعد في هذا الكرنفال الممتد الذي يليق بنا .
ويبقى الحديث في الخاتمة عن ولي العهد الذي كان في صورته الحقيقية حيث التواضع والأخلاق والشجاعه والحكمة وهو ابن عبدالله المعزز ووريث الحسين العظيم وحفيد بيت النبوة والشرف وابن هذه الأرض التي بادلته الحب بالحب فكان عريسها وولي عهدها المحبوب وشيخ شبابها والجندي المخلص لها والحريص على رفعتها .
وامنياتنا ان يبارك الله له حياته والى جواره صاحبة السمو اميرتنا رجوة الحسين والعائلة الهاشمية المباركة .
هذا هو الأردن وهذه هي العائلة الهاشمية الكريمة وهذا هو الشعب الأردني الوفي .