ما قاله رئيس حكومة ذات يوم!
ماهر ابو طير
31-12-2010 03:04 AM
قبل سنوات طويلة ، وكان مجلس النواب يريد خفض جمرك السيارات ، وفي مكتب رئيس وزراء ، اذ بالرئيس يقول وانا اسمع ما معناه انه سيأتي يوم تكون فيه امام كل بيت اردني سيارتان ، غير ان الاسد ابن الاسد ، الذي يستطيع تحريك سيارة واحدة.
مرت الايام. والبارحة حين وصلت صفيحة البنزين الى ستة عشر ديناراً لبنزين الخمسة والتسعين ، وثلاثة عشر دينارا لبنزين التسعين ، تذكرت كلام الرئيس الاسبق ، الذي لم يكن يفتح بالمندل ، بل كان يقول ما هو متوقع.
في دراسة حكومية اخرى تم وضعها امام رئيس وزراء آخر ، قالت التوقعات ان الاردن عليه ان يأخذ احتياطاته لان سعر برميل النفط قد يرتفع الى مائتي دولار ، والدراسة نصحت بتحرير سعر البنزين وبيعه بالسعر الدولي للناس.
لدينا في الاردن اكبر استخدام للسيارات على اساس السائق الواحد ، فالزوج يحرك سيارته ، والمدام تحرك سيارتها ، والابن يحرك سيارته ، ونلاحظ في الشوارع ان اغلب السيارات هي بسائق واحد ، وهي كلفة جنونية لتحريك السيارات.
لدينا مليون سيارة في الشوارع ، ولا احد يعرف من اين سيأتي الناس بفاتورة بنزين سياراتهم ، حتى لو كانت حركتهم بأقل الحدود ، فان السيارة باتت بحاجة الى موظف يعمل من اجل ان ينفق عليها بدلا من ان ينفق على اولاده.
وسائل المواصلات العادية وسائل سيئة ، من تحرشات الركاب والسائقين الى حشد الركاب وكانهم في علبة سردين ، وعلى هذا فان وسائل المواصلات العامة لا تصلح في حالات كثيرة لمن اراد ترك سيارته واللجوء الى وسائل المواصلات العامة.
حتى الان لا نعرف كيف يتم تسعر البنزين والكاز والديزل ، هل نشتري النفط بسعر دولي ام بسعر السعودية ، وعلى اي سعر يتم احتساب ثمن برميل النفط ، ولا احد يقول لنا من اين نشتري النفط وبأي سعر.
دول كثيرة رفعت سعر البنزين والنفط ، فايران رفعت سعره اربعة اضعاف قبل ايام وهي تعوم على بحر من النفط ، لكنها تستورد البنزين من الخارج ، وموريتانيا ومصر ودول كثيرة رفعت سعره ، الا ان آلية التسعير لدينا تبقى غير مقنعة للمواطن.
غير مقنعة لاننا لا نعرف شيئا عن عقود استيراد النفط ، وبأي سعر ، ومن اي دول وهل هناك خصومات ، وهي تفاصيل لا بد من توضيحها بشكل علني ، حتى يمكن التأكد من عدالة السعر المطروح لدينا.
الاردني اعانه الله ، فالبنزين حرق جيوب الناس ، والغلاء لم يبق شيئا على حاله ، وكلما ارتفع سعر البنزين والديزل ارتفعت الاسعار مجددا وامامنا العام المقبل حزمة من ارتفاعات الاسعار ورفع الدعم عن سلع كثيرة ، وبهذا ندخل العام الجديد ببداية تقول لك ان المكتوب واضح من عنوانه.
غدا العام الجديد ، وهو عام لا يحمل من اطلالته اي راحة.
يرحل عام غير مأسوف على شبابه ويستقبلنا عام انيابه بدت وتبدت.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)