facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عرس الأمير الحسين


د. جواد العناني
01-06-2023 06:07 PM

يُعقد في هذا اليوم زفاف الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية، والبالغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، فهو من مواليد الثامن والعشرين من شهر يونيو/ حزيران من العام 1994. وقد أحدث الاحتفال ردود فعل كثيرة في الأردن، معظمها انطوى على فرح كبير، واحتفالات شعبية. وقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع رغم أن الاتفاق بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس مجلس الممثلين ماكارثي حول رفع سقف الدين العام الأمريكي هو الحديث الاقتصادي الطاغي على الساحة. ولنا مع هذا الموضوع لقاء يوم الخميس القادم لتقييم آثاره، والتساؤل عن الخلاف حوله إن كان حقيقاً أم مجرد زوبعة في فنجان.


زفاف الأمراء والأميرات قد استأثر بكثير من الخيال، والقصص التي أبدعها كتاب الأطفال ومؤلفو الروايات الخيالية. ونحن نشير إلى الأطفال في هذا المجال حسب وصف والت ديزني لمدينة الخيال الأولى له في لوس انجيليس بالولايات المتحدة، "هذه لكل الأطفال من جميع الأعمار". وكذلك قصص زفاف الأمراء والأميرات. ولعل أشهرها هي قصة سندريلا التي وضعها الكاتب الفرنسي شارل بيرو " Charles Perrault" العام 1697. وهي تروي لنا حكاية فتاة من الشعب تحب أميراً يحميها ويدافع عنها.


أما نحن في الشرق، وقد وقعنا في حب قصة " علاء الدين" من كتاب ألف ليلة وليلة، والتي ترويها الملكة شهرزاد لمليكها " شهريار" حتى يَقر بالاً، وينام قرير العين هانيها بدلاً من أن يأمر بقتل مليكته التي جذبته إليها بحلاوة حديثها وابداع رواياتها. وترى الشاب هنا هو الفقير في شوارع بغداد، والأميرة بنت السلطان هي التي تقع في حُبه، فيتحقق حلمه. سندريلا استعانت بالجنية الجميلة التي حولت الفئران إلى جياد مطهمه والسلة إلى عربة فاخرة. والفستان القديم إلى ثوب فرح ولا أجمل. أما علاء الدين فقد استعان بمصباحه وخادم المصباح من الجن الأزرق، وبالبساط الطائر.

وهناك قصص أخرى مهمة مثل قصتي الأخوة غريم أو " Grimm Brothers" الموسومتين " الأميرة النائمة"، و " سنو وايت" " Snow White". ورغم التشابه بين القصتين إلا أنهما مختلفتان تماماً.


ولكن الحياة تحاكي أحياناً الخيال أو الحكايات. ومن منا ينسى مثلاً زواج الأميرة " ديانا" من الأمير شارلز ولي عهد المملكة المتحدة يوم التاسع والعشرين من شهر يوليو/ تموز عام 1981؟ وقيل أيامها أن كلفة حفل الزفاف قد بلغت عشرات الملايين إن لم يكن أكثر. وكعادة البريطانيين، فإنهم يثيرون نقاشاً حول أي موضوع أو حدث. ولكن تبين أن ذلك الزفاف مع الهالة والتعاطف مع الأميرة ديانا سبنسر قد جلب للمملكة المتحدة بلايين الجنيهات الاسترلينية كدخل سياحي، وترويج اعلامي، وبيع للسلع والملابس والأغراض التذكارية. وكذلك كان حفل زفاف الأمير وليام من الآنسة كاترين ميدلتون يوم التاسع والعشرين من ابريل/ نيسان العام 2011، وإلى درجة أقل زواج أخيه هاري من الممثلة الأمريكية " ميغان ميركل"، والذي أصبح مثيراً للجدل أكثر من زواج أبيه من الآنسة ( الملكة حالياً) كاميلا باركر.



ويمكن أن نشير إلى قصص مثيرة مثل زواج الملك السابق لإسبانيا كارلوس من صوفيا ابنه الملك قسطنطين ملك اليونان الأسبق، وزواج ملك السويد الحالي كارل غوستاف الرابع عشر من فتاة ألمانية اسمها " سيلفيا سومرلات" والتي قابلها في ألعاب ميونخ الأولمبية عام 1972، وتزوجها عام 1976. ويمكن أن تتذكر زواج ملكة هولندا السابقة، وزواج كثير من أمراء وملوك أوروبا. ولربما هناك قصص مثيرة أكثر من ذلك لو عدنا للممالك الأفريقية والأسيوية.

من منا لا يعرف عن زواج الملك الحسين من الشريفة دينا عبدالحميد عام 1954 والحفل الذي أحياه فريد الأطرش في القصر الملكي آنذاك؟ وكذلك حفل زفاف الملك عبدالله الثاني من الآنسة رانيا الياسين والتي أصبحت الملكة رانيا العبدالله بعد زواجها.

وبالعودة للتاريخ، فإننا نتذكر زواج الملكة فكتوريا في أوائل عمرها من الأمير الألماني ألبرت يوم 26 أغسطس/ آب 1819، والذي أنتج عنه فيلم سينمائي بعنوان " فكتوريا الشابه" أو " Young Victoria". وقد أنجبا أطفالاً كثرا جعل الملكة فكتوريا جَدّة لكل أمراء أوروبا. ومن ينسى مثلاً قبل ذلك زواج الأميرة النمساوية " ماري انطوانيت" من آخر ملوك فرنسا " تشارل السادس عشر". ومن لا يتذكر القيصر الروسي " نيكولاس الثاني" الذي تزوج من " اليكساندرا فيودوروفنا" يوم السادس والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1894، والنهاية الحزينة لهما ولبناتهما كما يقول الرواه، والتي جسدها بفلم " نيكولاس والكساندرا" الذي عرض في دور السينما العام 1971، والتي اعتمدت على رواية بنفس العنوان من تأليف روبرت ماسي " Robert Massie" والصادرة العام 1967.


والحديث حول هذه الزيجات الأميرية والملكية يطول ولا يكاد ينتهي. وسيكون حفل زفاف الأمير الحسين بن عبدالله حافلاً بالمناسبات والحفلات الشعبية والرسمية. وسوف يحضره ضيوف من الأمراء والملوك بأعداد كبيرة. ويقال أن أكثر من مائة طائرة خاصة قادمة بالزوار من ( 75) بلداً، ولم يقتصر الإعلام الأردني الرسمي وغير الرسمي في الحديث عن كل مناسبة أقيمت حول هذا الفرح بدءاً من حفل الخطوبة، إلى كتابة عقد القرآن، إلى الحفل الذي أقامته الملك رانيا في الديوان الملكي بحضور مئات النساء من مختلف البوادي والمحافظات والتجمعات، واللواتي أقمن حفلاً طربياً أردنياً مائة في المائة.


وقد أثارت كل هذه الاحتفالات كثيراً من الأسئلة لدى الشعب الأردني الذي يفعل ما يفعله البريطانيون في بناء قصة أو نقاش حول حفل الزفاف وتكاليفه والضجة التي أُثيرت حوله.

فهنالك من تساءل عن سبب قيام البلديات، وبخاصة أمانة عمان بإصلاح الطرق وتعبيدها وتنظيمها بمناسبة الفرح الملكي ولماذا لا تفعل هكذا مرة في الشهر. فعمان رغم شكاوى أهلها هي واحدة من أنظف المدن، ولكنها لبست حلة جديدة بالفرح.


وبالطبع هناك من قال أن وضع الاقتصاد والموازنة العامة لا يسمحان بإقامة هذا الفرح. والواقع أن نظرة متفحصة تكشف أنه عرس جماهيري بكلف معقولة. وقد روج البعض على مواقع التواصل الرقمي أن حفلة ستقام في مكان ما في إيطاليا بحضور ( 450) مدعواً. وسرعان ما نفى الديوان الملكي الهاشمي تلك الاشاعة مؤكداً أن الأفراح ستكون حصرياً في الأردن. والواقع أن جمال الزفاف هو بساطته وعفويته وترويجه المبدع للثقافة الأردنية، والتي سيكون لها عائد كبير على السياحة الأردنية، وجذب الكثيرين لهذا البلد الذي يوفر خدمات وأماكن وعادات أصيله قل نظيرها في العالم.


وهناك من يطلق الاشاعات أن هذا الاحتفال هو من باب تحبيب الشعب الأردني بالأمير الهاشمي و الذي سيكون الملك الخامس للأردن. وقد اختار له زوجة اعترف في مقابلة له أنها نظيرة له، وأن علمها وثقافتها وشخصيتها تؤهلانها لأن تكون المليكة القادمة، وهي رجوة ابنة آل سيف من المملكة العربية السعودية، وهم أسرة معروفة بمكانتها وتاريخها هناك. أما القول بأن الملك عبدالله الثاني يسير بخطوات نحو تخليف ابنه على العرش فهذا موضوع يكثر الحديث عنه بين الناس، وإن حصل – هذا إن حصل- فلن تجد الكثيرين الذين قد يتفاجأون بذلك.


الأمير الحسين بن عبدالله بن الحسين بن طلال بن عبدالله تجري فيه دماء عربية مختلفة من آل البيت الكرام وجدهم الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وأمه عربية ذكية متعلمة وزوجة رائعة لزوجها وأم متميزة من أصول فلسطينية وانتماء لوطنها الأردن، وجدته لأبيه هي من أصول انجليزية وهي الأميرة منى الحسين ( Toni Gardner)، وفيه دماء تركية أيضاً من طرف جدة أبيه الراحلة الملكة زين الشرف. كل هذا جعل من الأمير شخصاً ذا ثقافة عالية، وأصول كريمة شريفة، ومهارة عسكرية متميزة. هذا ما يتصف به ملوك بني هاشم وأمراؤهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :