على خطى زفاف الحسين
السفير الدكتور موفق العجلوني
01-06-2023 02:01 PM
قبل أسابيع مضت، وبصفتي موجه في "مؤسسة سمو ولي العهد" شاركت في احتفالية مؤسسة ولي العهد على خطى الحسين ، وها نحن اليوم نسير على الخطى المباركة لزفاف الحسين خطى مباركة تنطلق من قصر زهران العامر الى قصر الحسينية العامر بالفرح و السعادة، وقد اصطفت جموع الأردنيين على جانبي الطرقات تحيي وتزف الحسين ورجوة مبتهلين الى الله عز وجل ان يديم الفرحة والسرور على جلالتيهما الحسين ورانيا والشعب الأردني الحبيب وان ينعم الله على عروسينا الحبيبين بالرفاء والبنين والسعادة والهناء في ظل العائلة الهاشمية بقيادة مولانا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله .
جذب انتباهي حديث لمعالي الاخ الدكتور محمد أبو حمور منشور في وكالة عمون الغراء بتاريخ ٣١/٥/٢٠٢٣ بعنوان :" تمكين الشباب ... مؤسسة ولي العهد انموذجاً ". (رغم عتبي الشديد على معاليه ... بمقداد محبتي اليه... !!! ) ، الا انه لا يمنع ان اشكره على ما أشار اليه ونحن نحتفي بزفاف سمو ولي عهدنا المحبوب الحسين على صاحبة الصون والعفاف الانسة رجوة ال سيف بنت الحسب والنسب .
أطلق سمو ولي العهد عريسنا المحبوب الامير الحسين خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الهامة الهادفة لتنمية مهارات الشباب وتشجيع انخراطهم في الانشطة التطوعية، والتي تشمل تعزيز القدرات والمهارات الحياتية والتكنولوجية والرياضية وتحرص على الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي، حيث أنشأت مؤسسة ولي العهد عام ٢٠١٥، وتسعى هذه المؤسسة الفتية الى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المرتبطة بتعزيز قدرات الشباب والاستثمار في المهارات الحياتية والمستقبلية التي تؤهلهم للمنافسة في بيئة متغيرة ومتجددة، مع التركيز على تمكين الشباب اجتماعياً واقتصادياً، وتوفير منصات لريادة الاعمال وصولاً الى دمج الشباب في الاعمال الريادية والقطاعات التكنولوجية المتطورة و المساهمة في تنمية رأس المال الاجتماعي، وتعزيز المشاركة المجتمعية للشباب وتأهيلهم لقيادة الأنشطة المختلفة بما يمكنهم من تأدية دورهم التنموي سياسياً و اجتماعياً واقتصادياً، والسعي لتحقيق هذه الأهداف ضمن استراتيجيّة عمل واضحة المعالم، تضم في ثناياها مجموعة من القيم الهامّة بما يعكس سعي سمو الأمير الحسين لبناء مستقبل مشرق لشباب الأردن، عبر إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم، وتولّي مسؤولية القيادة، واستثمار كافة الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة.
وقد تشرفت وسعدت بالمساهمة المتواضعة في هذا المجال من خلال التواصل مع شباب مؤسسة ولي العهد عبر الاتصال المرئي، حيث لمست من خلال تواصلي مع المؤسسة و الشباب الأردني، أن الشباب الأردني قادر على تحقيق الإنجازات ويقدرون عالياً ما تقوم به مؤسسة ولي العهد من خلال تحقيق رؤيا سموه للشباب الأردني في الابداع والابتكار وتطوير الذات .
وكما أشار الدكتور أبو حمور ان مؤسسة سمو ولي العهد حريصة جداً على تنفيذ مبادرات سمو ولي العهد الحسين وفق محاور عمل محددة، والتي تتمثل بالمحاور التالية :
-محور الجاهزيّة للعمل والريادة، الهادف إلى تعزيز مهارات الشباب وتحفيزهم على الابتكار والريادة.
-محور القيادة، الهادف إلى تطوير قدرات الشباب القياديّة.
-محور المواطنة، الهادف إلى تعزيز مفاهيم خدمة المجتمع وتحفيز العطاء المستدام، ويتم العمل وفق نهج تشاركي مع الشباب يضمن مشاركتهم الكاملة ويسهم في مساعدتهم على بناء مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية مع التركيز على توفير منصات ترفع أصواتهم وتمكنهم من تعزيز قدراتهم .
بنفس الوقت، هنالك ايضاً مبادرات من خلال المؤسسة تهدف إلى تشجيع الشباب على العمل التطوعي. و من هذه المبادرات منصة نوى ومنصة نحن و التي تهدف لمضاعفة العمل الخيري وتنمية حس المسؤولية المجتمعية، ورفع الوعي حول القضايا الاجتماعية والتنموية الهامة التي تساهم في بناء مستقبل أفضل، وجامعة الحسين للتقنية، ومبادرة "ض" (مقال فارس العجلوني بعنوان: " وقفة مع مبادرة الضاد لولي العهد الأمير الحسين المنشور في عمون الغراء تاريخ ٢١/٤/٢٠١٩ ) . هذه المبادرات جميعها والتي تركز على الشباب والشابات الأردنيون، تهدف إلى خلق نموذج للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، وإدراج اللغة العربية ضمن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، التي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء وغيرها.
بالرغم من ان مؤسسة ولي العهد بإدارة الدكتورة تمام منكو و الفريق المساند تشكل علامة فارقة في التنمية الاقتصادية ودعم جهود الإصلاح والتطوير للشباب، الا انه لا بد ان تقوم مؤسسة ولي العهد بالسير على خطى الحسين بشكل شمولي للشباب وان تنصب جهود الموجهين – وانا احدهم- على قطاع واسع من الشباب والشابات الأردنيون بشكل ان تكون هذه الجهود شاملة لقطاعات الشباب و لا تقتصر على جهود فرية للشباب، فرؤية سمو ولي العهد الامير الحسين وجهود العروس رجوة الى جانبه، إضافة الى توجيهات جلالة الملك والتي لمسناها بقوة من خلال حديث جلالته يوم امس ان يضع اولاً امام عينيه مخافة الله، بنفس الوقت ان الرمزية التي حمّل جلالته سمو ولي العهد من خلال تسلمه السيف وهي رسال ان يكون سيف على الحق وان يحمل تراث الأجداد والاباء الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل رفعة شأن الامة وعزها واستقرارها .
وأخيراً وليس آخراً ، نرفع أكف الضراعة الى العلي القدير ان يحفظ الحسين وان يبارك للحسين ورجوة هذا الزفاف الميمون والذي بعث في قلوب جلالتيها والشعب الأردني الفرحة والبهجة والسرور وفي انحاء المملكة الأردنية الهاشمية وفي كل بيت اردني، وارتسمت البسمة والفرحة على كل الأردنيين بهذا الزفاف المبارك .
السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me