مخافة الله .. العدل والسيف
محمد حسن التل
31-05-2023 09:59 PM
لأنه يعلم أن العدل أساس الملك، وأن مخافة الله جل جلاله عامود العدل ، أوصى الملك ابنه وولي عهده الأمير الحسين بوضع مخافة الله العظيم دائما بين عينيه، لأن من يستخلفه الله تعالى لسياسة العباد وتدبير شؤونهم عليهم أن تكون مخافة الله بين عينيه دائما، وهذه وصية ملك لولي عهده، يرى فيه امتداد له ولأجداده من بني هاشم الذين ساسوا العباد ودبروا شؤونهم على مدار التاريخ بالرحمة والعدل وحماية للحق، فمنذ قرن شيخ العرب عبد المطلب الذي ساد الناس بالرحمة والعدل وخفض الجناح ، ساد العرب أينما كانوا حتى قرننا هذا ظل الهاشميون عنوانا كبيرا للرحمة والعدل بين الناس ومخافة الله تعالى حد اعينهم .
ونفروا من ظلم الرعية والبطش بهم، وعجز الدم أن يكون طريقا لأكفهم، لذلك بقوا على المدى أسيادا للناس، يلوذ الناس بهم بعد الله عز وجل من خطوب الدنيا وتدافع البشر، ولأن السيف حد الحق وسياج العدل، أهدى الملك عبدالله الثاني ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله سيف بني هاشم، ولم يعرف عن سيوف بني هاشم إلا أنها تقاتل عن الضعفاء والمغلوبين على أمرهم، وتنتزع حقوقهم من كل باغ أثيم، وإشارة السيف الملكي كهدية من عبدالله الثاني إلى الحسين عنوانها الأهم أن السيف الهاشمي سيظل مشهرا بوجه الظلم لردع صاحبه عن الناس، وسيظل كما كان منذ فجر تاريخ العرب مسخرا للدفاع عنهم، وها هي صفحات التاريخ وسطوره تسجل مسيرة التضحية الهاشمية دفاعا عن الرسالة والدولة والحق وحرية الناس، ودفع الهاشميون من دمائهم الكثير في سبيل هذا، فهذا حمزة بن عبد المطلب وعلي ابن أبي طالب وجعفر والحسن والحسين وقافلة كبيرة من شهداء بني هاشم، إلا أن جاء الشريف الحسين بن علي الذي اغتيل بدم بارد عندما اغتالت قوى الاستعمار حلمه في تحرير العرب وتوحيدهم، وصولا إلى الملك عبدالله الأول الذي أبى إلا أن تفيض دماؤه على أبواب الأقصى.
اليوم، كان الملك يوجه رسائل هامة في حفل زفاف الأمير لمن يهمه الأمر، بأن الهاشميين بإرثهم الطويل ونسبهم الشريف سيظلون على عهد الأمة قابضون على حقها أينما كان، أعداء لمن يضطهد العباد، حماة للحق كما هم عبر القرون الطويلة.
مخافة الله تعني العدل والحق تسيجهما القوة ويحميهما السيف ، هذه مكونات الحكم الرشيد، وهي سياج الوطن الذي بني بعرق الهاشميين والأردنيين وكدهم، وتصديهم لكل محاولات اغتيال هذا الوطن، ولأن الأردن هو قلعة العروبة والإسلام عنوانه الهاشميون، ظل على مدار الزمن حائط صد قوي ومنيع في وجه كل المؤامرات التي استهدفت رأسه ورأس الأمة.
لم يرد الملك أن يمر عرس الأمير دون التأكيد على أن الأردنيين عزوته وعشيرته وسنده، لذلك كانت تفاصيل التحضير لزفاف ولي العهد عنوانها الأردن والأردنيين، فجاءت فرحة الأردنيين حقيقية نبعت من القلوب وداعبت روح الملك وفرح الأمير، ويأبى الملك إلا أن يتوج هذا العرس الوطني الكبير بمخافة الله التي رعاها دوما وأوصى ولي عهده بها.
سيظل الأردن بقوة الله وحوله وطنا كبيرا عنوانه الهاشميون وعدلهم، ورحمتهم، وحزمهم، وعزمهم.