قَليل الكلام، كثير الفعل، ذلك هو مُلخّص مسيرة عبد الله الثاني. كثير العاطفة والعطف على الآخرين، دون استعراضية الإعلان عنها، وهذا مُلخّص ثانٍ عن حياته، ولكنّه حين ترمي عيناه بلحظة إلى عيني إبنه الحسين، يُلاحظ الأردنيون كلامه غير المعلن، وعاطفته الوقورة المؤطرة المبطّنة بالعشق، واعجابه بما قدّم من صُلبه للدنيا، فقد علّّمه وأحسن تعليمه.
الفَرح يليق بالملك الأب، والملكة الأم، وليس هناك مِن شيئ يُساوي بهجة القلب والروح من مشهد الإبن حين يؤسس بيتاً جديداً، وينطلق من دارنا إلى حيث التكوين المتجدّد، فهنا المعنى للحياة، وهُنا الدم الذي يُزاوج الدم، وهُنا حلاوة ليس مثلها في الدنيا حلاوة.
يكبر الابن، وكُلّنا نحبّ لأولادنا أن يفرحوا بأمور الحياة، وألا نراهم سوى ببسمة دائمة تجتاح عيونهم، على أنّ الابن موضوعنا الآن هو إبن كلّ الأردن، وكلّ الأردنيين، وولي العهد الجميل: إبن عبد الله الثاني، وسميّ جدّه الكبير وجدّه الأكبر، وهو الذي سنسميّه بعد قليل الزمن بإذن الله: “أبو عبد الله”…
البسمة لم تغادر تعابير وجه الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، منذ عرفناه يوم ولادته مع والده، ومع عشق الراحل الحسين له، وخلال مسيرة تربيته السالمة الغانمة من طويل العُمر سيّد البلاد والعباد، وأمّ المؤمنين والمؤمنات رانيا، ولعلّ هذه البسمة واسعة تُرافقه في كلّ حياته مع رفيقة دربه رجوة، التي ستسمّى أميرة غداً، بإذنه تعالى…
“نفرح بالحسين ورجوة”. ذلك شعار أطلق وأحببناه، فاللهمّ اجعل من حياتهما سعادة كاملة، وأدم عليهما البركة، وارزقهما بالذرية الصالحة، واحفظ لجلالة عبد الله الثاني بهجته، وعزّه المديد، ولصاحبة الجلالة الأم الحنون رانيا العبدالله:” نيّال البيت اللي بيطلع منه بيت”، ومن بيت سيدنا وبيتك طلع لنا بيتان في شهرين، والحمد لله، وللحديث بقية.