زواج وليّ العهد تجسيدٌ للعراقة والتقاليد الملكية .. ولمّ الشمل في الوجدانِ الوطني
هيفاء البشير
30-05-2023 01:40 PM
العلاقةُ الفريدة بين الحكم والشعب في الأردن تتجلّى في احتفاليةِ زواج وليّ العهد الأمير حسين؛ التي تشكّل محطّةً استثنائية للأُسرةِ المالكة ولعائلة العروس من آل سيف، كما أنها تعدُّ أيضًا مشهداً جامعاً يوحّد الأردنيين، ولحظةَ فرح عامّة لا تستثني بيتاً أردنياً على كاملِ مساحة الوطن، وستتركُ ذكرياتٍ تحفُرها في الذاكرةِ الوطنية.
إنّ الأردنيين يعتبرون هذه الاحتفالية فرصةً للتعبير عن محبّتهم وولائهم للهاشميين، إذ تحتلُّ العائلة المالكة مكانةً مرموقةً في قلوبِ الأردنيين على مرّ الزمان، وستبقى كذلك حيث يتجلّى في الحكم الهاشمي مفهومُ الالتزام والتضحية وتحقيق الاستقرار، وتلتزمُ العائلة الهاشمية بتلك القيم عبرَ التاريخ، لذا تعتبرُ هذه الاحتفالات فرصةً مثاليةً للشعب الأردني ليُجسّد روحَ التلاحم والوحدة الوطنية، وأن يقابلَ الحبَّ بالحُبّ، والوفاءَ بالوفاء، وأن يُعبّرَ عن التقديرِ العميق والامتنان للجهود المستمرة التي تبذلُها العائلةُ الهاشمية في خدمةِ الأردن وشعبه.
حضرتُ احتفاليةَ حفلِ الحنّاء بدعوةٍ ملكيّةٍ كريمة الأسبوع الماضي، تركَت أثراً عميقاً أشبّهها بلقاءِ لمِّ الشّمل، جمعَ كلَّ أطيافَ المجتمعِ الأردني، واحتوى على كثيرٍ من التفاصيل الثقافية والتراثية الأنيقة، وأعرافاً ملكيّةً تحمِلُ في طيّاتها تاريخًا عريقًا وإرثاً غنياً، والذي يعتبرُ مصدرَ فخرٍ واعتزازٍ لكلّ الأردنيين، كما أنّ كلمات جلالة الملكة العفويّة تركَت أثراً طيّباً في نفسِ جميع الحاضِرات، حيث قالت في معرِضِ حديثها: "إنْ ما وِسعَتكم بيوتنا بتوسَعكُم قلوبنا، والفرحة واحدة، حسين إبنكم وإنتوا أهله وهذا عُرسكم". لا شكّ أنّ كلمات الملكة نسجَت للحُسين حَبلاً سِرّياً وثيقاً مع كلّ الحاضرات، سيُبْقِي لهُ مكانةً ما حَيِينا، وموقعَ رجاءٍ مِنّا للخالق، ودعاءً موصولاً " أن نستودعه الله الذي لا تضيعُ ودائعه "، حفظه ووفّقه، هو أملٌ مُبشر لجيلِ المستقبل في كنَفِ والديه جلالة الملك عبد الله بن الحسين المعظم ووالدته جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة حفظهم الله، وسنبقى نلهجُ بالدعاء له بالصحّةِ وطولِ العمر والتوفيق بمساعيه، وأن يُديمَ الأفراحَ في ديارِ وطننا عامرةً بالمسرّات.