في خضم الافراح التي تعم المملكة بزفاف الامير الشاب ولي العهد الامير حسين، توافد ضيوف رفيعو المستوى لحضور الحفل الملكي المميز في الاول من حزيران، ونظرا لما تتمع به المملكة من روابط وعلاقات قوية مع سائر الدول لبى الكثير من المدعوين الدعوة الملكية بالمشاركة بارفع المستويات الرسمية لحضور هذا العرس الهاشمي لمشاركة ابناء العائلة الاردنية الواحدة الفرح الملكي، وكانت اليابان اول من اعلن المشاركة بهذا الفرح بانتداب الاميرة تاكامادو وابنتها الاميرة تسوجوكو لحضور هذا الحفل .

وتأتي مشاركة الاميرة وابنتها كفرد من العائلة الامبرراطورية اليابانية نظرا لما تتمع به العلاقات الاردنية اليابانية المميزة على المستوى الملكي، وللعلم فإن اليابان هي الدولة الوحيدة التي يحكمها امبراطور الى حينه وعلى مستوى العالم تتفرد بأن يتربع على عرشها امبراطور ضمن سلالة من الحكم تعود بجذورها الى مئات السنيين.

والعائلة الامبراطورية بحسب التاريخ الياباني من اقدم السلالات الملكية الوراثية المستمرة منذ عهد الامبراطور جيمو 660 سنة قبل الميلاد ضمن سلسلة تضمن 126 امبراطورا وحسب شجرة العائلة الامبراطرية التي تم توثيق السلالة ضمن خط وراثي للامبراطور كينمي عام 1500.

والعائلة الامبراطورية تضم ضمن نطاق ضيق جدا عدد محدود من الامراء لا تتجاوز العشرين فردا ملكيا بعد إزالة 11 فرعًا غير مباشر من البيت الإمبراطوري في أكتوبر 1947، واقتصرت العضوية الرسمية للعائلة الإمبراطورية على ذرية خط الذكور من الإمبراطور تايشو استنادا الى المادة 5 من قانون القصر الإمبراطوري الأسرة الإمبراطورية.

ومن الطريف ان الذكور في العائلة الملكية يحظون بمكانة على الاناث الذين يتزوجون من خارج العائلة المالكة اذ يفقدن الاميرات كافة الامتيازات الملكية ويفقدن اللقب الملكي مثل ما حدث مع الاميرة ساياكو الابنة الوحيدة للإمبراطور أكيهيتو التي عقدت قرانها على رجل من عامة الشعب لتفقد بذلك كل ألقابها الإمبراطورية وتودع حياة القصر ولا تعتبر فردا من العائلة الامبراطورية من الناحية البروتوكولية طبعا.

وتضم العائلة الامبرراطورية حاليا بعد ان خلف الامبراطور هيروهيتو من الابناء الذكور فقط اثنين اكيهيتو وهيتاتشي (عم الامبرراطور الحالي) الاصغر والذي لم يرزق بالابناء او البنات، اما اكيهيتو فله ولدين ذكور هما ناروهيتو ( الامبراطور الحالي) واكيشينو (ولي العهد) وابنة وحيدة الاميرة ساياكو نوري ويستند الدستور الياباني الى ان الحكم يكون فقط في الابناء الذكور من العائلة الحاكمة وان الاميرات يفقدن كافة الامتيازات الامبراطورية حين يتزوجن من خارج العائلة المالكة لان الأزواج لا يحملون الدم الملكي .

وهذا الاعتقاد له دلالة خاصة، إذ أن الإمبراطور له وضع ديني وكهنوتي يتمثل في تقديس الأباطرة القدماء والطقوس التقليدية التي تسلط الضوء على الوضع الإلهي المقدس للإمبراطور، وهذا هو الدور الديني الذي يكمن وراء مكانة الإمبراطور كرمز مقدس للأمة بالنسبة للكثير من الناس، كل هذه المعطيات جعلت من فرص تولي الحكم في اليابان محصور فقط في اعداد قليلة جدا من الذكور والتي لا تتجاوز اعداد اصابع اليد في عائلة ملكية تتكون فقط من 20 فردا .

أما الاميرة تاكامادو الضيفة الامبراطورية في العرس الهاشمي هي أرملة الامير تاكامادو الابن الثالث لأمير وأميرة ميكاسا وابن عم والد الإمبراطور الحالي ناروهيتو وللأميرة تاكامادو ثلاث بنات، ما تزال الاميرة تسوجوكو فردًا في العائلة الإمبراطورية اما شقيقتها الاميرة السابقة اياكو (الابنة البكر) فقد تنازلت عن جميع ألقابها وامتيازاتها كأحد أفراد العائلة الإمبراطورية اليابانية، من أجل الزواج من أحد أفراد عامة الشعب اضافة الى شقيقتها الاميرة نوريكو.

والأميرة تسوجوكو الابنة الثانية للامير تاكامودو ووالدتها الاميرة تاكامادو اللتان تحضران العرس الهاشمي بصفة ملكية امبراطورية ذات سلالة ملكية ضاربة في جذور التاريخ .

والاميرة هيساكو تاكامادو زارت الاردن في حزيران عام 1996 ورعت احتفال المملكة بالاسبوع الاردني الياباني الثاني بمعية زوجها الراحل الامير تاكامادو من الجانب الياباني وصاحب السمو الامير الحسن من الجانب الاردني، وهذه هي الزيارة الثانية لها في مناسبة مهمة على الصعيد الملكي الاردني لتشارك افراحنا في العرس الهاشمي .

وللأميرة نشاط مميز على الصعيد الدولي فلها اهتمام كبير في الحفاظ على الطيور وهي رئيسة تنفيذية لجمعيَّة الطيور التي تحافظ على الحياة البرية في سبيل حماية الطيور وشاركت في عدة نشاطات ثقافية وخيرية سواء في المنطقة العربية او في اليابان .

أما عن سبب رئاستها لهذه الجمعية فلها قصة احب ان اشارك القراء بها لما لها من دلالات اخلاص وعشق لذكرة زوجها الامير تاكامادو، عرف ان الامير الراحل تاكامادو كان يعشق مراقبة الطيور ويذكر اهل اسوان في مصر ان الامير تاكامادو كان يحرص على مراقبة الطيور في أسوان، لما يعرف بجزيرة سالوجا وغزال فى النيل وكان من أشهر الشخصيات التى ترددت على أسوان ضمن فترة محدودة سنويا لرصد الرحلات السنوية للطيور ودراستها الذي كان يهيم بها الامير الياباني، وبعد رحيله، وتخليدا لذكراه، تم إنشاء مركز خاص يحمل اسمه لمراقبة الطيور بجزيرة سالوجا وغزال، الذي تم افتتاحه عام 2009 بحضور الاميرة تاكامادو زوجته، وتلتزم الأميرة بزيارة مركز تاكامادو بأسوان سنويا مع لفيف من أصدقاء وأقارب الراحل لإحياء عاداته وطقوسه في متابعة الطيور المارة على أراضي مصر وفاء واخلاصا لزوجها .

وتحظى الاميرة بحضور قوي ومتين مع كثير من الفعاليات الخيرية والتضامنية التي تنضمها الدول العربية كان اخرها المشاركة في كأس قطر لحضور وتشجيع فرق الفيفا، وللاميرة نشاطات وحضور رسمي على مختلف الاصعدة الدولية حرصت في معظمها على نقل الثقافة اليابانية والظهور بطابع امبراطوري ياباني محض.

ولا يسعنا في هذه المناسبة الا ان نتقدم بالتهنئة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الشاب حسين باسم الجالية اليابانية وكافة اعضاء الجمعية الاكاديمية الاردنية اليابانية، والشكر الجزيل للعائلة الامبراطورية والحكومة اليابانية لمشاركة هذه الفرحة بهذا المستوى الرفيع بالعرس الهاشمي، ونتمى اقامة سعيدة للاميرة وابنتها في مضارب الهاشميين العامرة ودامت الافراح دائما حليفة ديار الهاشميين.