الخامس والعشرين من آيار هو يوم مجيد للشعب الأردني ، يوم تعانق فيه الوطن مع أبنائه ، تنفست الأرض الصعداء وزهت بثوب الحرية والانتصار ، انتصار السماء والأرض والمياه، وطننا حر من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، إنه يوم استقلال يحكي قصة شعب ناضل لأجل نيل حقه في العيش بكرامة وعزة ، رايته خفاقة عالية، ارتفعت هامات أبنائه بعد أن سطر الأجداد والآباء ملحمة حب ووفاء لأرض أعطت الكثير ولا زالت.

الأردن حضارة تشهد لها المجتمعات البشرية، تستحق أن تكون رمزاً يحتذى به في العزيمة والإرادة الحرة التي لا تلين، وشعب عظيم ضحى لأجل رفع اسم وطنه في جميع المحافل الدولية والعربية ، حفر الأرض بأظافره وعض على النواجد، كي يزهو وطناً حراً عصياً على الطامعين، ليكتب قصة كفاحه بماء الذهب، وقف شامخاً يصد كيد الكائدين ويدفع عن وطنه وأمته خبث المتآمرين المتربصين، أن إنجازات الأردن على مر السنين يأهلها أن تكون في مصاف الدول ذات الكلمة المسموعة والمؤثرة في مختلف القضايا، فما انفكت أن تدافع وتنافح عن حقوق المظلومين وتأخذ بيد المحتاج وتساعد أي إنسان يلجأ إليها بغض النظر عن عرقه أو جنسه. أنها أردن الحياة ولدت لتكون عنواناً الأمل لفاقديه وعنواناً للكرامة والإباء.

كل يوم هو بمثابة عيد استقلال جديد يؤرخ فيه الأردنيين ملحمة وفاء وإخلاص وولاء لتراب الأردن، موطن الأسلاف والأجداد والآباء، بنوها بقلوب خالصة حفروا اسمها ليبقى خالداً تتعلم منه الأجيال القادمة وتأخذ منه الدروس والعبر.

قصة الأردن الذي اختار أن يكون حراً أبياً منيعاً على المتربصين والحاقدين، أبناؤهم هم الأوفياء الحقيقيون له الذين قدموا الغالي والنفيس أرواحهم فداءاً لترابه الغالي.

والأردن الآن إذ يزهى بفرحة الاستقلال وأبناؤه يقدمون الإنجازات تلو الإنجازات ، هو منبع الإنسانية لإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ومد يد العون لمن يحتاج إلى المساعدة. ومنذ نشأتها خطت نهجاً هدفه رفعة وعلو شأن الأردن والأمة العربية، فهي المبادرة دوماً إلى المصالحة العربية وتقديم المساعدات الإنسانية لكل إنسان يطلبها، يد الأردن بيضاء وتصدح بصوتها الحر في كل منابر العالم للذود عن المظلومين، والمطالبة بحل عادل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة وكافة القضايا العادلة والإنسانية.

كانت الأردن ولا زالت سباقة للحفاظ على وحدة الأراضي العربية، ورفض التدخلات الخارجية بشؤون الدول. سيبقى الأردن أرض الأحرار وموطن الأجداد الذي لا يرتضي الضيم لأبنائه أبداً.

حفظ الله الأردن وشعبها من كل مكروه.