facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب وهوية المواطنة


م. بسام ابو النصر
30-05-2023 07:39 AM

هناك الكثير من الأحداث والمناسبات، تمر على وطننا وتأخذ طابعًا إخباريًا مرة، وطابع ظاهرة وسلوك في مرات اخرى، وتأتي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي لتقدم هذا الحدث وتلك المناسبة، لتكون ردات الفعل من الشباب، طلبة وعمال ومعلمين وموظفين، وحتى في مرات كثيرة الموظفين الذين يستوجب ولائهم الكثير من الإنضباط والموالاة، بكثير من ردات الفعل التي تعكس هوية في غير ما نتوقعه كجيل اخر عاش مراحل أخرى بذات المناسبات والأحداث، والإستقلال كان أحد تلك المناسبات وهو ذكرى لنشوء الوطن، وقد نختلف تاريخيًا على الكيفية، والتوارد التاريخي، ولكنها ذكرى ولادة ليست متعسرة، وبداية سهلت للكثير من وسائل الحياة للكثير من الناس الذين كانوا ينشدون كريم العيش في مناطقهم.

وقد شهدت الكثير من البلدات في وطننا الحبيب الكثير من ضنك الحياة بين ما يحدث في أوروبا وما حدث لتركيا حاضنة الخلافة الذاهبة الى المنتهى بيد نفر من رجالات الامة التركية التي حاربت أمتنا كمعتقد وعروبية، ولذلك تجمع في وطننا من ساهموا في وضع الأسس الأولى للهوية الوطنية التي ساهم قادة ومفكرين ومعلمين وعسكريين ولاجئين فيها، وتناقلتها الاجيال، جيلًا بعد جيل، وقد تطورت الهوية عبر تاريخ وطننا وحسب المعتركات التاريخية التي حصلت في العالم والإقليم، وحتى داخل القطر الذي نتحدث عنه ونحبه، بحيث لم يكن سهلًا أن نفصل بين القبائل المتناحرة لنكون قطرًا من قبيلة، وكان صعبًا أن نفصل نؤسس الى ما تأسس من اتفاقيات دولية، وكان لزامًا أن نفرق بين القطر والوطن، بحيث يكون الوطن حالة تؤسس الى تعريف الشقيق، الذي يعيش خارج الحدود كي لا يتسمى الوطن هو ذات القطر الذي نتج عن سايكس بيكو ومثيلاتها، وهذا ما ثبت في وطننا الاردني عند الحديث عن فلسطين وسوريا والعراق، فقد أقدم الأردنيون على مساعدة العربي الشقيق عند الحاجة.

ولذلك تكون المواطنة هي الهوية التي تتناقلها الأجيال عبر الازمنة، وتتغير حسب الظروف العالمية والاقليمية، فالإنترنت ووسائل الإتصال ساهمت في تغيير مفهوم المواطنة الى "عولمة المواطنة" بحيث أدرك المواطن أن عليه ان يكون إنسانًا ومواطنًا عالميًا، وهذا جعل هناك إختلافًا بين الأجيال المتلاحقة، فتجد من يهتم بالانتخابات التركية مثلا، والانتخابات الامريكية، أكثر من الانتخابات البرلمانية في الأردن، على إعتبارات العقيدة والمذاهب السياسية، وهناك من يهتم لواقع عربي في السودان ومصر وليبيا وسوريا أكثر من الواقع الاقتصادي في الأردن، وإذا تم رصد الذين يخرجون عن إطارات الحدود القطرية في المواطنة فإن سنهم العمري يكون بفترات الشباب، وهذا ما صار يبعد الشباب عن وسائل فضائية محلية، والملفت للإنتباه أن الشباب صاروا ينحون الى حالات سياسية واجتماعية أكثر تطرفًا، " وهنا أقصد بالتطرف أنهم يذهبون الى التغيير من عادات الاباء والاجداد في مواطنتهم" وقد تجد في مناسبة وطنية الكثير من الشباب يحضرون مباراة بين فريقين اوروبيين، أو فيلم سينمائي بلغة مختلفة.

لذلك على وسائل الإعلام أن تقوم بما يلزم، فيما يفيد في إستعادة السلوك الذي يفضي الى حب الوطن" المواطنة"، وقد كانت أجيال الخمسينات والستينات تتعامل مع وطنين، الوطن العربي ، والوطن الأردني، وكان الشباب منغمسون في الحركات السياسية التي تشكل رديفًا للجيش العربي، ولحالات المقاومة ضد الإحتلال، وعلى صانعي القرار وواضعي المناهج وهي الادوات المتاحة أن يقوموا بوضع الأسس المتاحة والصحيحة بتصحيح المسارات التي تُعيد للجيل الجديد إهتمامه بوطنه، وبما يُتاح من تطوير وتغيير وحسب ما يؤثر علينا من وسائل تكنولوجية، بحيث نخلق هوية محدثة للشباب الذي يرقى لان يكون مساهما في بناء الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :