السياحة الزراعية نمط سياحي جديد أخذ ينتشر في الأردن منذ عدة سنوات ويتم تقديمها كمنتج جاذب للسياح من الداخل والخارج ويلقى اقبالا متزايدا رغم قلة الجهود المبذولة لترويجه لتعظيم الاستفادة منه باستثناء مبادرات فردية وفي اطار مؤسسي محدود جدا .
قد يبدو هذا النشاط السياحي غريبا عن كثير من الأشخاص والمؤسسات لحداثة ترويجه وتداول معلومات حوله لكنه في بلدان أخرى مكون أساسي في القطاع السياحي ويساهم بنسبة كبيرة في زيادة الايرادات المتحققة منه ويشكل وجهة لتنويع المنتجات السياحية بما يلبي اهتمامات وأذواق السياح .
مديرة ومؤسسة مشروع «بوك أغري» ردينة حداد تقول إن السياحة الزراعية في الأردن أصبحت تشهد إقبالا ملحوظا و أن العديد من السياح يأتون للسياحة الزراعية والاستمتاع بمرافقة الحيوانات والمزروعات.
و خلال محاضرة نظمتها الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع قبل أيام بعنوان «نماذج ناجحة في السياحة الزراعية في الأردن» بينت حداد أن السائح الزراعي أصبح يستطيع المشاركة في حلب الماعز ورعاية النحل وإعداد المخبوزات التقليدية كما أنه من الممكن أن يعيش وضعا زراعيا سياحيا ممتعا في عدد من المناطق الريفية بمختلف المحافظات « و « نقوم من خلال مشروعنا بالتعاون مع المزارعين لاعطائهم فرصة مستحقة ومتساوية مع بقية القطاع السياحي في الأردن».
وتقول أنه في عام 2015 تم إيجاد وجهات سياحية جديدة مختصة بالسياحة الزراعية في الأردن موجودة في السلط وجرش وعجلون والكرك وذلك من خلال إقامة أنشطة تفاعلية في تلك المناطق تكون مختصة بجميع أنواع المنتجات التي تعود لأصول زراعية أو حيوانية ومهارات يدوية للمزارعين في مزارعهم وبيوتهم حسب المواسم.
قيمة اقتصادية كبيرة للسياحة الزراعية اذا ما تم استغلالها بشكل جيد ما يتطلب اضافتها الى برامج الترويج للمنتجات السياحية بحيث تتعدد الخيارات أمام السائح وعدم اقتصارها على السياحة التاريخية والترفيهية والدينية في ظل جاذبية القطاع الزراعي السياحية .
وتدعيم السياحة الزراعية يحتاج ايضا الى اقامة معارض خاصة منتظمة ومتنوعة في كافة المحافظات ضمن ترتيبات تراعي المواسم وتحفيز المزارعين وربات البيوت ومنتجي السلع الزراعي للمشاركة فيها على أن يتم ربط تلك المعارض بجدول زيارات السياح للمملكة وتحفيز المواطنين لزيارتها .
نجاح السياحة الزراعية والتخطيط السليم لها وتنظيمها يساهم في توفير عمل وخاصة للسيدات اللواتي يبدعن في انتاج المواد الغذائي والسلع الزراعية بالاستفادة من المواد الأولية المتاحة وانتاجها من الحقول الزراعية وفي هذا قصص نجاج متعددة في عدد من المحافظات .
هذا النوع من السياحة لا يستهان به ويجب الاستفادة من التجارب التي حققتها بعض الجمعيات التعاونية في هذا المجال بخاصة في محافظة اربد وقراها ومساعدتها لتطوير منتجاتها والتوسع في برامج الترويج للسياحة الزراعية استنادا الى المنتجات المتاحة .
(الدستور)