عشرات آلاف الايتام يواجهون فوق اليتم فقراً ، ومصاعب في تمويل التعليم ، والله عز وجل يقول"فأما اليتيم فلا تقهر" ، تأتي مفردة القهر لتعني الكثير ، تعني قهره معنوياً واجتماعياً ومالياً ، ولامفردة كالقهر للتعبير العميق عن اشاحة الوجه عن اليتيم.
الملكة رانيا لها مبادرة انسانية هامة جداً ، اي صندوق الامان لمستقبل الايتام ، وهو صندوق لابد من دعمه مالياً ، لأن الأموال التي تصل الصندوق تتم الاستفادة منها بتعليم الايتام اكاديمياً او مهنياً ، ضمن اسس ودراسات دقيقة لحالة اليتيم.
التبرع لتعليم الايتام ، ليس بحاجة الى ثروة ، عشرة دنانير تضعها كهدية في حساب الصندوق ، او اكثر ، تساعد في انقاذ اليتيم واليتيمة من الضياع ، وانت لاتعلمه او تعلمها فقط.تعليم اليتيم يعني حمايته من الشارع بما يعنيه من ضياع وخراب وتبديد للمستقبل.
للملكة رانيا مبادرات انسانية كثيرة ، وهي في هذه الحالة لاتنتظر حديثاً متملقاً ولا نفاقاً ، فالكلام الجميل لايفيد احداً ، ولاهو ثقافة مناسبة لهذا العصر ، والذي يتتبع المبادرات الانسانية للملكة يعرف انها مبادرات ذات سمات مدروسة بعناية.
في الاردن خير كثير في نفوس الناس ، على الرغم من كل السلبيات التي نراها هنا وهناك ، واذ تتم كفالة عشرات الالاف من الايتام بواسطة المؤسسات الرسمية وتبرعات الكرماء ، في مراحل معينة من العمر ، الا ان التعليم ينقذ عائلة بأكملها.
ربما آن الاوان ان نتخلص من ثقافة "البقج" التي يتم رميها عند ابواب بيوت الايتام ، نحو تأهيل بيوتهم ، وتعليم اولادهم لتخليص عائلات الايتام ، من هكذا ظروف.
معنى الكلام ان تستطيع ان تتبرع لعائلة ايتام بمبلغ معين يتم انفاقه على احتياجات البيت واللباس ، وهي احتياجات تتكرر ، فيما الاستثمار في تعليم اليتيم ، يعني ببساطة انك تمنح اليتيم وعائلته فرصة عظيمة للخروج من حالة تلقي المساعدة الى الحياة الطبيعية.
بصراحة يحب بعضنا ان يبقى اليتيم تحت طائلة الصدقة والمساعدة ، لانه في هذه الحالة يسبب شعوراً للمتبرع بأنه اقوى واجود واكرم ، وهذه حالة غير صحية ابداً ، والاصل ان نحرر اليتيم كلياً من حاجته للاخر ، ولايكون ذلك الا بإعادة صياغة مستقبله.
صندوق الأمان لمستقبل الأيتام وله موقع إلكتروني عنوانه www.alamanfund.jo ويمكن تصفحه للاطلاع على واقع الصندوق وجهده العظيم.
لاينتظر الانسان ثروة حتى يتبرع لليتيم ، ولايخجل المرء من قليل ماله ، ولربما من يتبرع بأي مبلغ لتعليم يتيم سيكتشف الاثر النوراني الباهر عليه وعلى عائلته وعلى رزقه وحياته وصحته ، وهذا المال له اثر حتى في رفع هموم المتبرع.
للملكة رانيا مبادرات انسانية ، لاتعتمد على ابداع الصورة الإعلامية ، فهي مبادرات منتجة وحقيقية ومؤثرة على ارض الواقع ، والذين يحتارون اين ينفقون مالهم ، وكيف يأمنون عليه من اجل الاستفادة منه ، ان يتذكروا ان صندوقا كهذا مؤهل تماماً لمثل هذه المهمة.
يد الملكة بيضاء ، وايديكم بيضاء ، ايضاً ، ومازال امامنا الكثير لفعله.
mtair@addustour.com.jo
الدستور