رغم ان ابناء العمومة في التقاليد العربية الشعبية اهم من الخؤولات الا ان الاخيرة هي التي طبعت التاريخ الرسمي العربي بل ان من مأثور العرب قولهم (ثلثين الولد لخاله).

فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد على اخواله في نصرة دعوته فيما كان معظم اعمامه يناصبونه العداء.

ومن خؤولات الحسين بن علي بن ابي طالب تشكلت فرق ومذاهب واجتهادات حتى الساعة.

وعندما هرب آخر ملوك الامويين الى شمال افريقيا بعد انتصار الدعوة العباسية, وهو عبدالرحمن الداخل, اعتمد على اخواله الامازيغ (البربر) في بناء دولته الجديدة في الاندلس.

والمفارقة هنا, ان الامويين المعروفين بنزعتهم العروبية اعتمدوا على الامازيغ (خليط من العرب والسكان الاصليين) مقابل العباسيين الذين قيل الكثير عن شعوبيتهم وتحالفاتهم مع الخراسانيين, لكنهم في شمال افريقيا والاندلس اعتمدوا على القبائل العربية الخالصة.

ويعرف الجميع كيف ان ابناء الخليفة العباسي, هارون الرشيد, اعتمدوا على اخوالهم في صراعهم الداخلي: الامين على اخواله العرب, والمأمون على اخواله الفرس, والمعتصم على اخواله الاتراك ولا زال العراق بل والشرق كله في هذه المناخات حتى اليوم.

وقد لا يعرف البعض ان دولة الاندلس العربية التي عاصرت العباسيين شهدت الامر نفسه باعتماد امراء وملوك الطوائف فيها على خؤولاتهم في صراعاتهم الداخلية لا بل ان آخر الملوك الامويين في الاندلس هم الذين اسسوا لذلك خاصة عبدالرحمن بن الحكم (عبدالرحمن الثاني) الذي قرب الصقالبة (من البلقان) منه وتركهم يتحكمون في السلطة الا ان انتهت ما انتهى اليه الحكم العباسي (صقالبة- امازيغ وعرب) مقابل المثلث العباسي (فرس- اتراك- عرب).. وهكذا.0

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)