المتابع للاخبار التي تصدرها مديرية الدفاع المدني مشكورة والمتعلقة في حوادث الاختناق بسبب المدافيء التي جرت منذ مطلع العام الجاري يصاب بالصدمة والذهول، فالارقام تشير الى أن عدد إصابات حوادث الاختناق بسبب المدافئ بلغ ( 364 ) حالة نتج عنها ( 17 ) حالة وفاة ، فيما بلغ عدد إصابات حوادث الحريق بسبب المدافئ ( 260 ) إصابه تسببت في ( 15 ) حالة وفاة . وهذه الارقام تعني اننا فقدنا بسسبب المدافيء ما مجموعه ( 32) حالة وفاة و اصابة ( 592) حالة حريق تسببت في خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية وتعرض للاصابة بالحروق والامراض والالم النفسي والعصبي .

البحث في اسباب وتفاصيل ارتكاب هذه الحوادث والتعرض لجميع هذه الاصابات لا يتعدى سوء استخدام هذه المدافيء وعدم اتباع الطرق السليمة والصحيحة في كيفية تشغيلها وتزويدها بالوقود او اطفائها اذ ان هذه العملية في تجهيز وتحضير هذه المدافيء للاستخدام تتطلب الحيطة والحذر والدقة وعدم الاستهانة في استخدام المدفأة وتشغيلها والجلوس بجوارها والاقتراب منها طلبا للدفيء وهروبا من البرد القارس وخاصة برد منتصف الليل .ولهذا يجب اتباع العديد من الإجراءات الاحترازية والمتطلبات الوقائية لتجنب وقوع الحوادث والحرص على اجراء الصيانة الشاملة للمدفأة قبل بداية فصل الشتاء والتأكد من صلاحية وجودة الفتيلة وعدم تسرب الكاز او الغاز من البرييش الواصل لاسطوانة الغاز وعلى المواطن او المواطنة ان يقوموا بتشغيل الحواس الخمس وخاصة " حاسة الشم " عند استخدام المدفأة والتأكد من عدم استنشاق روائح غازية او سائلة مهما كانت من المدفأة ومراقبتها جيدا وعدم الاعتماد على الابناء بالقيام بتعبئة هذه المدافيء بالغاز او الكاز ، وهنا لا بد لي ان اشير ايضا الى ضرورة التأكد من عامل " الغاز" الذي يقوم بتركيب اسطوانة الغاز قام بتركيبها جيدا، فالحرص واجب وضروري ، وهناك فئة من المواطنين يلجأون إلى استخدام مدافئ الحطب لأنها أقل تكلفة عليهم ، الأمر الذي يؤدي إلى تعرضهم لارتكاب حوادث الاختناق بشكل كبير نتيجة لطبيعة الوقود المستخدم لها كالحطب ومادة الجفت ، وهذه الوسيلة من التدفئة خطرة وغير محببة لما ينتج عنها من كميات كبيرة من الدخان وغازات أول وثاني أكسيد الكربون ، ولكن في حال استخدام هذا النوع من المدافئ فيجب اخذ الحيطة والحذر وتهوية المنزل بشكل جيد بين الحين والآخر وضرورة إطفائها قبل النوم وعدم تركهت مشتغلة طوال الليل .حتى لا تتحول هذه المدفأة " النعمة " الى " نقمة " تؤدي بحياة ابنائنا وبناتنا وتتسبب في الحاق الاذى النفسي والاجتماعي والاقتصادي لهم .

وبعد ،،، الحيطة والحذر في استخدام المدافي في فصل الشتاء يجنب المواطنين تعرضهم للخطر والمعاناة والاذى والالم والخسائر والاضرار الاقتصادية والبشرية والمعاناة الجسمية والاجتماعية . الحكم والموروثات والامثال الشعبية توصينا بان " البرد سبب كل علة ، والدفا عفا ، وتحذرنا من برد كانون لأن " المربعانية " تاتي بين " كانونين" حيث تبدأ في الثاني والعشرين من كانون الأول وتنتهي في الحادي والثلاثين من كانون الثاني وهذه الفترة تعد نصف فصل الشتاء وتمتاز في البرد القارس والشديد خاصة في ظل عدم نزول المطر وتشتد البرودة في منتصف الليل مما يولد الرغبة عند بعض المواطنين بعدم اطفاء المدافيء وابقائها مشتعلة مما يعرظهم للخطر .

مسك الكلام :البرد سبب كل عله ، وها هي العلل تتجاوز الخطوط الحمراء وتتسببب في ارتكاب حوادث خطيرة وجسيمة ومؤلمة وفقدان اعزاء على قلوبنا بسبب الاستخدام الخاطيء للمدافيء هروبا من البرد الى الدفا لانه عفا بس الحيطة واجب والحذر مطلوب .

اكاديمي – تخصص علم اجتماع

Ohok1960@yahoo.com