دائما ما يقرن "الحسين" بالمكانة التاريخية الفاصلة، وغالبا ما تشكل سيرته مسيرة تاريخية خالدة، فيها من المعاني ما تحمله بطون الكتب، كما فيها من المواقف ما تستذكرها صفحات التاريخ، من اوسع ابوابها وهذا ما يمكن مشاهدة عند استعراض الفواصل التاريخية منذ مهد الحضارة الاسلامية وقراءة المشاهد السياسية بالتاريخ العربي الحديث.
فمن "الحسين" ابن سيدنا علي كرم الله وجهه، الى الشريف الحسين بن علي، شريف مكة، كان امتداد الرسالة بإرثها التليد إلى أن حملها، باني الدولة الأردنية جلالة الملك "الحسين" بن طلال الخالد بذكره، ليحمل من بعده الراية جلالة سيدنا ابو "الحسين" الذي بدوره أرسى دعائم الدولة وقوّى من بنيان مؤسساتها وأخذ يعلو بالمنجز تلو الاخر، على الصعيد التنموي كما على المستوى النمائي.
ويعزز جلالة الملك عبدالله الثاني من الدعائم التاريخية للسلالة الهاشمية، بالوصاية على المقدسات المقدسية تارة، وبالعمل للحفاظ على منهجية الدولة وعلى أمن واستقرار المنطقة تارة أخرى، يسنده بذلك ولي عهده المحبوب "الحسين" بن عبدالله الثاني الذي تحتفل الأردن بزواجه الميمون بهذه الأيام.
وهو "الحسين" الذي تربى في كنف والديه على خدمة الأمة ورعايتها، وتدرب كما تدرب نسله الأطهار من بنى هاشم، بمدرسة الجيش العربي على الفروسية والحكمة وكما نهل سمو ولي العهد من العلوم أصالتها، من نبل وقيم حواضن الحضارة الإنسانية ثقافته وأدبياته ويأخذ سمو الأمير الشاب من المعرفة العصرية علومه ومن استراتيجيات عمل منهجياته كما من الفلسفة العلمية قوام مساره ليصبح من بعد ذلك أمير الشباب العربي المؤهل لحمل رسالة النهضة ورايتها.
وهو ما جعل "الحسين" يعرف بين الأردنيين بالأمير الحكيم، كونه القريب من نبض شعبه وهو الأقدر للتأثير بحواضنه الشعبية وبرواسيه المجتمعية وهو صاحب الرؤيا والعزيمة الواثقة من حتمية تحقيق الانجاز، الأمر الذي جعله يشكل القائد القدوة لأبناء جيله المؤمنين برسالة الوطن والعاملين لرفع رايته بكل النواحى المعرفية والمسارات التنموية .
ولعل الأمير "الحسين" ولي العهد وهو يمضى بمسيرة عطاء بخطى واثقه، لتكملة مشوار سلالته بخدمة الأمة وتعظيم شأنها ويقوم لاستنهاض همم الشباب وبناء قدراتهم من اجل صيانة الحاضر، وصياغة المستقبل إنما ليقدم نموذج واعد للأردن ورسالته.
وهي العوامل التي جعلت من سمو الأمير ولي العهد يبرز بالمحافل السياسية والدولية، برمزية سياسية ميزته وامتاز في بيت القرار العربي والعالمي فاستحق بذلك المكانة السياسية المقدرة وعلامة القيادة المميزة، وهذا ما جعل من يوم فرح "الحسين " يوم فرح برمزية الأمير القائد الشاب الذي يحظى بزخم سياسي رفيع المستوى وتأثير شبابي وشعبي عميق المحتوى.
ليدخل زفاف "الحسين" الأمير البهجة والسرور لكل بيت اردني عبر تعبيرات متعددة، جسدتها احتفالات الجميع بهذه المناسبة السعيدة، التي عمت أرجاء الأردن ابتهاجاً بزواج سمو ولي العهد "الحسين" بن عبدالله على صاحبة الصون والعفة رجوة آل سيف.
والذي نسأل الله أن يبارك لهما، وأن يبارك عليها، وأن يجمع بينهما بخير، وعلى خير، انه سميع مجيب..
ألف مبارك..