facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




فرح واستفتاء


محمد حسن التل
27-05-2023 06:06 PM

تميز الفرح الوطني الأردني عبر مختلف الازمان والظروف بأنه دائما يكون بديهيا مصدره القلب ولا وجود لتكلف ولا لتعليمات ولا لمكينة سياسية أو امنية تدفع الناس لتكلف الفرح.

الأردنيون دائما يعبرون عند عن فرحهم ببساطة واندفاع صادقين نحو وطنهم وقيادتهم لأنهم يفهمون جيدا أن هذا الوطن بيتهم وملكهم جميعا ولا فضل لاحد على أحد فيه إلا بعمق الولاء وصدق الوفاء، وأن قيادتهم من أنفسهم، فقد مضى ملوك بني هاشم بحكمهم للأردنيين بأن يكونوا ملوكا فيهم وليسوا عليهم، والفرق كبير بين المفهومين، وقد أجرى الله تعالى نعمة الأمن والاستقرار والحفظ لهذا البلد على أيدي هؤلاء الملوك والقادة، ولا يستطيع التاريخ أن يسجل يوما أن أكف الهاشميين تلطخت بالدماء، بل على العكس ، الهاشميون هم الذين دفعوا أثمانا من دمائهم على مدار التاريخ في سبيل الحفاظ على دماء غيرهم سواء من الأردنيين أو على مستوى الأمة.

يعيش الأردنيون هذه الأيام موسم أفراح وطنية، وهذه مناسبات يعبرون فيها عن تجديد البيعة لقيادتهم ووفائهم لوطنهم..
نحن في الأردن ليس لدينا استفتاءات موضوعة ولا صناديق اقتراع نقترع فيها على القيادة، لكننا نمارس استفتاءا من نوع مختلف ودائما في مختلف الظروف سواء الفرح أو الحزن نعبر عن حبنا وتمسكنا بوطننا وقيادتنا بتعبيرات القلوب، وما يجري على ألسن الناس ومواقفهم في تقلب الظروف واختلافها، لأن الأردنيون يدركون ويفهمون ويشعرون أن الهاشميين وضعوا قواعد عرشهم في قلوب الناس، ولم يضعوها على رؤوسهم، لذلك اعتبروا أن العرش ملكهم، وأن الملك أباهم وأخاهم يلوذون به بعد الله جل جلاله في كل أحوالهم وأن مؤسسة العرش هي المظلة لكل الأردنيين في أحلك الظروف تبرز لتكون خط الدفاع الأول عنهم.

فرح الأردنيين الكبير هذه الأيام بذكرى الاستقلال وزفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله استفتاء على الوطن وقيادته، وكما قلت أن الاستفتاء عند الأردنيين طريقته فريدة ومختلفة عن الآخرين، فهي تجديد بيعة وتعميق حب ووفاء وتأكيد التفاف حول قيادتهم.
حب الأردنيين للهاشميين ليس وفاء واخلاصا فقط، بل تشكلت عندهم أيضا قناعة عبر التاريخ أن وجود هذه العائلة الممتدة إلى أصول تاريخ العرب كانت سببا لحفظهم من كل الخطوب التي عصفت بغيرهم في هذه المنطقة المحروقة بالحروب والفتن، لذلك أصبحت مصلحتهم إضافة إلى الحب والوفاء حاضرة أيضا في مشهد العلاقة بينهم وبين قيادتهم الهاشمية.

ومع كل هذا العلاقة بين الناس في الاردن و قيادتهم لا ندعي انها علاقة ملائكة ببعضهم، فالأردنيون كباقي شعوب الأرض يواجهون كثيرا من الأوقات ظروفا صعبة تجعلهم يتذمرون فهم بشر، لكنهم لا يغضبون ولا يكرهون كغيرهم، هم فقط يعتبون ثم يعذرون قيادتهم لأنهم يعلمون بعمق أن الظروف في كثير من الأحيان تفوق القدرات والامنيات وتخاطب القول المأثورة "العين بصيرة واليد قصيرة"، لذلك نرى في كل مفصل صعب تمر به المسيرة وتلوح في الأفق أزمة، يغلب صوت العقل ووفاء القلوب وتغلب أولوية المصلحة الوطنية على المواقف.

ففيما سمي بسنوات الربيع العربي كان الأردن والأردنيون نموذجا بتجاوز هذه العقدة والتي أراد صناعها إشاعة الفوضى والخراب في دول العرب، لكننا كنا الأميز والأذكى في التعامل مع هذه المؤامرة، عندما تكاتف الملك عبد الله الثاني والشعب والتقوا على مصلحة الوطن، وبادر الملك بنفسه إلى صناعة التغيير، واستجاب الأردنيون وتجاوز الوطن المحنة التي كانت تلوح بظلالها من وراء الحدود.
وكما هو الفرح بالأردن استفتاء، فإن الحزن والصعب أيضا كذلك، وأي ظرف صعب كان يمر بالبلاد كان أيضا استفتاء على شرعية القيادة وضرورة الالتفاف حولها.

فلسفة الفرح لدينا في الأردن تظل مختلفة، لأنها تعبر عن عمق العلاقة بين الناس وقيادتهم وتعبر عن ثبات القوائم التي قامت عليها هذه الدولة.

عرس الامير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد ليس مناسبة اجتماعية وانسانية فقط فهو ايضا يشكل حلقة جديدة ومهمة في امتداد هذه السلاسة الشريفة التي خص القدر الاردن بوجودها..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :