تكريم الأدب .. طريق معبد نحو النهضة
م. عبدالله الفاعوري
27-05-2023 09:03 AM
في كل عام يوزع جلالة الملك عبدالله الثاني كعادته الأوسمة الرسمية على مستحقيها، لدفع الجميع للانخراط كل في خندقه وفي موضع عمله للإبداع رغبة في هذا التكريم الذي يستهدف المبدعين الذين برزوا وقدموا الكثير في مواطن عملهم المختلفة فاستحقوا التكريم، ونبارك لهم جميعا،
وأحبذ في هذا المقال تسليط الضوء على جلال برجس الأديب الروائي، وذلك لقناعتي الكبيرة بأهمية الأدب والثقافة في رفع مستوى ثقافة الأبناء لرفع مستوى الوطن فنهضة الوطن من نهضة أبنائه ونهضة الأبناء بمستوى حصيلتهم الثقافية المعرفية.
إن تكريم جلال برجس الأديب والروائي لهو رسالة واضحة المعالم أطلقها الملك عبدالله الثاني بالخط العريض، ليؤكد انه يتابع أبناء وطنه بكافة الجوانب، وكذلك للتأكيد على أهمية الجانب الثقافي في رفع مستوى وعي المواطن لكافة الأمور فالثقافة حضارة، فبالثقافة الارتباط باللغة التي هي الكيان والهوية وهي معزز لثقة الفرد بنفسه وبالثقافة العودة بين جنبات الكتاب للتاريخ والذي هو زاد للحاضر وعدة وعتاد على نوائب الدهر، وبالثقافة مواطنة صالحة تبين للفرد حقوقة وواجباته المناسبة لتخرج أجمل ما فيه من مهارات خدمة لوطنه في كل ثغرة يرابط فيها بهذا الوطن؛ من سكنه مرورا بعمله انطلاقا بمنصبه.
ومن اهم الجوانب التي تعززها الثقافة الحسنة التي يكسبها الأبناء هي رفع مستوى الجانب الاخلاقي الذي هو سمة عامة لشعبنا الأردني من كافة الاطياف والملل وليست بجديدة عليه فهي الصفة السائدة للأبناء نتيجة موروثهم الديني.
إن الثقافة للمجتمع حياة ولو عاينا الدول السابقة لوجدنا دور ثقافة القروي الفصيح في تاريخ الحضارة المصرية القديمة في كسب الحقوق وإيصال الرسالة عن الظلم للمسؤول للسعي لكسب الحقوق بكل رقي، واسرد لكم القصة؛ "تبدأ القصة بتعثر الفلاح "خن-أنوب" وحماره في أراضي النبيل رينسي بن ميرو، فاتهمه المشرف على الأرض «نمتيناخت» بإتلاف الزرع، وبأن حماره أكل من زرع النبيل، فأخذ الحمار واعتدى على "خن-أنوب"، ذهب "خن-أنوب" إلى النبيل رينسي بالقرب من ضفة النهر في المدينة، وأثنى عليه، وبث له شكواه، فطالبه النبيل بأن يحضر شهود على صحة كلامه، إلا أن "خن-أنوب" لم يتمكن من ذلك، غير أن النبيل أعجب بفصاحة الفلاح، وعرض الأمر على فرعون وأخبره عن بلاغة الفلاح، فأعجب الملك بالخطاب، وأمره بأن يقدم عريضة مكتوبة بشكواه.
وظل "خن-أنوب" لتسعة أيام يتوسل للعدالة، بعد أن استشعر التجاهل من قبل النبيل، أهان "خن-أنوب" النبيل فعوقب بالضرب، فرحل الفلاح المحبط، إلا أن النبيل أرسل إليه من يأمره بالعودة، وبدل من أن يعاقبه على وقاحته، أنصفه وأمر برد الحمار للفلاح وأعجابًا منه بفصاحته عينه مشرفًا على أراضيه بدلاً من المشرف الظالم "نمتيناخت"، فاليوم ونحن في رحلتنا الاصلاحية التي يتبناها الملك نحتاج للمواطن الفصيح الذي يسعى لايصال الصورة المناسبة ليكون شريكا في العدالة والاصلاح ونسأل الله الخير لوطننا والحياة الطيبة لابنائه.