استقل الأردن عام1946، ولكنه كان قد واجه بعيد استقلاله استحقاقات كثيرة صعبة ومصيرية، تمثلت في جملة من التحديات الاقتصادية والسياسية، وكانت صيانة الاستقلال والمحافظة عليه وسط محيط دولي وإقليمي متوتر قائم على سياسة الاستقطاب والأحلاف الدولية في ظرف ما تزال فيه الحرب العالمية الثانية تتخفف من أحمالها، وتتهادى رحاها وتلقي بأوزارها في كل اتجاه... كان أمرا بالغ الصعوبة ، ولكن ذلك لم يكن مستحيلا فبفضل تضحيات الأردنيين وصبرهم، وبفضل السياسات الرشيدة للملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله، فقد عبرت سفينة الوطن كل تلك الأمواج العاتية واستقرت بنا في واحة الأمن والديمقراطية حيث يفتقد أكثر من نصف عالمنا العربي اليوم إلى هذه النعمة.

وما كان الاستقلال ليتعزز لولا تعريب الجيش وبناء القدرات الوطنية الخالصة، والتحولات الديمقراطية والاقتصادية، ونهج التسامح والوسطية والاعتدال، والنهضة التعليمية والمجتمعية الشاملة، وتطوير مجمل البنى التشريعية والإدارية التي فتحت الأردن على العالم وعززت علاقاته مع مختلف بلدانه...

الأمر الذي جعل من هذا البلد الذي يقع في واد غير ذي نفط محجاً للاجئين وملاذا ًللمضطهدين، وقد تحققت مقولة الحسين رحمه الله "سيأتي على الكثيرين حين من الدهر يتمنون لو كانوا أردنيين".

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول: اللهم احفظ هذا البلد آمناً مطمئناً، وارزق أهله من الثمرات ،وعاش الأردن حراً مستقلاً، وعاش جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قائداً ورائداً وحامياً لاستقلال الوطن وعزته وكرامته، وعاش ولي عهده سندا وذخرا للأردن والأردنيين.