أردنُّ، قلبي إنْ تشأ، عيناكا
فيهِ أراكَ، ولا أرى إلّاكا
وثَبتْ إلى شفتيَّ ومضةُ شاعرٍ
فتوسّعتْ حضنًا، لكي يَلقاكا
واللهُ يشهدُ، كم عشقتُ جدائلًا
وبقيتُ قيسًا، يشتهي ليلاكا
أردنُّ، إنَّ العمرَ، عمرٌ واحدٌ
لا كانَ، إنْ أنفقْتُهُ بسِواكا
تنسلُّ من بين الأصابعِ رعشةٌ
عبّأْتُ فيها مَنْسَفًا وشراكا
يا موطني، وأنا بروحكَ نُطفةٌ
قل لي عن اسمِكَ، كي أدلَّ أباكا
بلّوطَتانِ، تُظلّلانِ جوارحي
أمي، أبي... صِرنا هنا نُسّاكا
تتمدّدُ الذكرى على طرقاتِنا
ما أطولَ العشقَ الذي يهواكا
أردنُّ، يا عشبًا لقُطعانِ النوى
حتى الغيابُ، نظنُّهُ مَرعاكا
لو صُبَّتِ الدنيا بكفّيَ موطنًا
لاخترتُ قطْرتَكَ التي ترضاكا
ويظلُّ هذا النهرُ نهرًا صافيًا
لتُغَسِّلوني، كالشهيدِ هُناكا