تؤلمنا كتاباتك كما تؤلمك!
وتحزننا خسارتك كما تحزننا!
وكما أفرحتنا دائمًا بفرحك
وأغنيتنا بفكرك، فقد ملأتنا حزنًا بمشاعرك!
دعنا نعترف أنك عدت وحيدًا،
وأن فقدان الزوجة هو فقدان الجزء الأكبر من عاصمتك بل وطنك!
ودعنا نعترف أنك لم تعد مضطرًا لتقول صباح الخير أو تسمعها عندما تصحو!
ودعنا نعترف أن التخلي القسري عن علاقة سبعين عامًا تحتاج فترة لإعادة توازن مفقود!
كل هذا مفهوم ولكن؛
ألم ترَ كيف فعل أبناؤك وبناتك في إعفائك من مهام وواجبات عديدة؟ وحملوا اسمك نجومًا في كل بيئاتهم؟
ألم ترَ الوفود الصادقة من محبيك ليملأوا بعض ما فقدت من فراغ؟
ألم ترَ أحفادك يحومون كفراشات حولك تضامنًا مع الجد؟
ألم ترَ فكرك وجهدك قد تحول إلى مدرسة اسميتها من زمان مدرسة حسني عايش للفكر التنويري الحر؟
في الحياة يا صديقي وأستاذي ارتقاء وهبوط! فرح وألم! انتصارات وهزائم! فقدٌ وكسب!
وفي الحياة حضورٌ وذكرى!
فلماذا لا نجعل من ذكرى فقدان الزوجة حضورًا دائمًا يملؤك بالراحة والطمأنينة ؟
حسني عايش ؛ نحن بانتظار كتاب جديد ومقالات جديدة! فالظلام ما زال يلفنا، والنفاق في تجارة رائجة، والداعشية في صعود!
والأدهى من ذلك، مازال قومي لا يفكرون نقديًا!
مهمتك لم تنتهِ!