الملكة رانيا سيدة الإنسانية
نيفين عبد الهادي
24-05-2023 12:32 AM
للبدايات في الحديث عن تفاصيل تجاوزت الإبداع والجمال، ووضعت الفرح والسعادة في مكان ورديّ لم يعرف يوما سوى الحبّ والعطاء وفتح اليد والقلب والباب لكل نشمي ونشمية من وطني، حتما هي بدايات تحتاج لغة معطّرة لتعبّر بما يليق بهذه التفاصيل.
إنه الحديث عن حفل عشاء الذي أقامته جلالة الملكة رانيا العبدالله مساء أمس الأول، بمناسبة قرب زفاف صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والآنسة رجوة السيف، وانه الديوان الملكي الهاشمي – مضارب بني هاشم، فهو الفرح الذي دخل دار الأردنيين، وهي الملكة رانيا الأم والملكة وسيدة الحضور الأنيق والكلمات الصادقة التي تشبه كلّ أم أردنية، الملكة رانيا العبد الله التي أكدت أنها «زي أي أم أنا من زمان بحلم اشوفه عريس والحمدلله اليوم بلشنا احتفالاتنا بعرسه، وان شاء الله يتمم على خير»، الأم التي تعيش فرحها ويعيشه معها كل الأردنيين.
عشاء يحكي قصة عشق للقيادة وللوطن، عشاء بنكهة أردنية أصيلة بكل تفاصيله وبتفاصيل مليئة بالحب والتبريكات والدعوات التي خرجت من قلوب الحاضرات بكل ما أوتين من حبّ، أجواء عائلية، عاشت به الحاضرات للعشاء بين أفراد أسرتها، فكانت الأهازيج والأغاني تنبع من قلوبهن قبل حناجرهن، فكانت لغة الحوار بين كل الحاضرات الحبّ في كلمة في أغنية في دعاء في الزغاريت.
الملكة رانيا، التي تحدثت بلغة ومفردات الأم، كعادتها تجذب من حولها بكل حرف تنطق به فهي القريبة من الجميع، بحديثها ومفرداتها وشخصيتها التي تجعل سامعيها يعيشون ما تنطق به، ولا يقفون فقط عند سماعه، بكل تواضع وحبّ تغيب عنه البروتوكولات فهي الأم الأردنية التي تحتفل بزفاف ابنها، مقرّبة التاريخ مع الحاضر بتفاصيل رائعة، فقالت جلالتها «بتعرفوا احنا كأمهات، ايش بدنا من الدنيا غير أنه نشوف أولادنا مبسوطين ومرتاحين. ويمكن احنا مرات بنراجع حالنا ونسأل هل احنا عملنا كل اللي بنقدر عليه؟ وأنا، لما سيدنا المغفور له الملك الحسين الله يرحمه قبل ما يتوفى لما كان بالمستشفى وعرفنا انه تعبان، أنا وعدته وعد، قلتله: حسين رح يتربى زي ما أنت بدك».
ستي رانيا، ملكة الإنسانية، في حديثك وكلماتك أوجدتِ لقلوبنا آذانا، فكانت كلماتك تصل لقلوبنا ونحن نتشرف بسماع جلالتك، حقّا في قولك «بتعرفوا احنا كأمهات» فأنتِ الأم الرائعة المميزة، وهو وعدك ستي الذي يحمل وطنية وأمومة وعظمة وعطاء وتميز، هو وعدك الذي وكما قلت سيدتي «فاليوم بطلع على حسين، بشوف قدامي شاب جندي شجاع واثق من نفسه قوي، بشوف كيف يعني كوالده، بشوف كيف أسلوبه، أسلوب تعامله مع عروسته ومع عرسه، كيف حابب انه هذا العرس يكون بمشاركة أردنية مش بس بالاحتفالات، لكن بالتحضيرات كمان»، فما القول في كلّ هذا سوى أنكَ «ستي» الأم الملكة والملكة الأم.
وفي مخاطبة جلالة الملكة للآنسة «وأخيراً صار عندي كِنة! بس مش أي كِنة ما شاء الله عليها رجوة يعني ما بعرف في أحلى أو ألذ منها العروس؟ جد غلاوتها من غلاوة إيمان وسلمى. بتذكر من أكمن شهر لمّا خبرنا حسين، سيدنا وأنا، أنه نوى يتزوج قديش كانت فرحتنا. رجوة هي أحلى رجاء مني لرب العالمين لحسين»، ومخاطبتها لوالدة العروس «أم فيصل، احنا عنا بنقول دايماً بتعرفوا البنت من أمها وأنا بحكيلكم الأم جوهرة، «عزة» أنا بعرف أنا كنت محلك قبل شهرين وبعرف شعورك... بس بدي اطمنك إنه رجوة بعيونا وبعيون حسين وهي بين أهلها وناسها، فاطمئني عليها».
هذه هي الملكة رانيا العبد الله، سيدة الإنسانية والتميّز، الملكة التي تحرص أن تعيش الفرح مع كل أردني وأردنية، الملكة الأم التي عندما تتحدث عن أصحاب السمو الأمراء والأميرات تبقى في مساحة الأم، وتفكر ككل أم، وتحكي ككل أم، لنتشرف بأن نحيا معها أجمل التفاصيل.
(الدستور)