"مهمة مجنونة" وجندي في 3 جيوش .. غرائب الحرب العالمية الثانية
23-05-2023 05:24 PM
عمون - غرائب نسجت خيوط قصص عجيبة خلال الحرب العالمية الثانية ورسمت أحداثا لا يعرفها كثيرون لكنها اختزلت محطات بمسار جانبي لافت للنزاع الشامل.
فترة شهدت أحداثا غير تلك الموثقة بمجلدات التاريخ عن المحاور المعروفة للصراع والمحاور، ووثقت قصصا لجندي حارب تحت رايات ثلاث جيوش بدون أن يسمى مرتزقا، وآخر انطلق في مهمة سلام مجنونة انتهت بانتحاره أو مقتله شنقا.
3 جيوش
اسمه لاوري آلان تورني، رجل فنلندي ولد في عام 1919 بمدينة فيبوري، التحق بالجيش في 1938، ثم كان له دور بارز في الحرب الفنلندية - السوفيتية أو ما يعرف بحرب الشتاء.
حظي بإعجاب قادته وحصل على ترقية سريعة، لكن إحداثيات الحرب لم تمض لصالح الفنلنديين الذين اضطروا لتوقيع معاهدة سلام مع السوفييت تنازلوا بمقتضاها عن بعض أراضيهم لكنهم حافظوا على استقلالهم.
ولاحقا، وتحديدا في 1930، أرادت فنلندا استعادة أراضيها فتحالفت مع أدولف هتلر، وحينها سافر تورني إلى النمسا ليتدرب ثم عاد إلى بلده كضابط فنلندي وملازم في الجيش الألماني.
وبعد الحرب، عرض السوفييت مكافأة مغرية لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض على تورني، وبالفعل تم اعتقاله في أكثر من مرة لكنه نجح في الفرار إلى أمريكا حيث حصل على اللجوء السياسي.
وفي عام 1954، انضم للجيش الأمريكي تحت اسم لاري ثورن، مستفيدا من خبراته العسكرية السابقة، وبعدها خدم في القوات الخاصة الأمريكية، قبل أن يتعرض لحادث مروع.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 1965، سقطت مروحية كان تورني على متنها في إطار مهمة عسكرية، بسبب سوء الأحوال الجوية، ولم يتم العثور عليه حيا أو ميتا.
وبقي الرجل في عداد المفقودين لسنوات طويلة قبل أن يعثر على رفاته أحد أصدقائه ممن عملوا معه بالقوات الخاصة، وجرى نقله إلى أمريكا، ولم يتم التعرف عليه بشكل نهائي إلا في عام 2003.
"مهمة مجنونة"
من القصص الغريبة التي لم تعرف كثيرا عن حقبة هتلر والحرب العالمية الثانية، بطلها رودولف هيس، السياسي والعضو البارز بالحزب النازي، والرجل المقرب من الزعيم النازي لدرجة أنه تقلد منصب نائبه بين عامي 1933 و1941.
ألماني لكنه ولد في حي الإبراهيمية بالإسكندرية المصرية، وكان من بين الضباط المعروفين بالفرقة المدفعية البافارية السابعة، وقد خدم خلال الحرب العالمية الثانية، وأصيب عدة مرات.
وفي مايو/أيار 1941، توجه هيس إلى بريطانيا في مهمة سرية على متن طائرة للقاء دوق براندون الخامس، وكان مشحونا من تلقاء نفسه بأمل عقد سلام مع الإنجليز وإنهاء الحرب خصوصا أن الدوق حينها كان يميل إلى ألمانيا.
رصدت الرادارات البريطانية طائرته وأرسلت طائرتين لاعتراضها لكنهما اضطرتا للعودة أدراجهما بسبب الظلام، لكن فجر اليوم التالي، تم رصد طائرته وإسقاطها، ومع ذلك تمكن من النجاة ولكن لسوء حظه انكسر كاحله وقام بتسليم نفسه إلى مزارع إنجليزي سلمه إلى السلطات.
وبذلك فشلت المهمة المجنونة كما أسماها المؤرخون، لأن هيس أقدم عليها من تلقاء نفسه ودون حتى أن يبلغ قادته أو يستشيرهم، ورغم أنه طلب وهو في المستشفى أن يتحدث إلى الدوق لكن لكن لغة الأخير الاسكتنلدية الثقيلة حالت دون الوصول إلى نقطة اتفاق.
وبوصول تفاصيل ما جرى لهتلر، انفجر غضبا وتوعد هيس بعقاب شديد، وأصيب بحالة هستيريا لدرجة أنه كان يشتم كل ما صادفه في ذلك اليوم.
وبانتهاء الحرب، أدين هيس بسبب جرائمه ضد الإنسانية وحكم عليه بالإعدام لكن تم إلغاء الحكم نظرا لما كان يعاني منه من أمراض نفسية، ولاحقا تعرض لمحاولات قتل ونجا منها.
لكن في 18 أغسطس/ آب 1987، وجد هيس مشنوقا في زنزانته، ولم يعرف على وجه الدقة ما إن كان انتحر أو قتل، وكان آخر سجين يقبع في ذلك السجن الذي تحول لاحقا إلى مركز للقوات البريطانية المتمركزة في ألمانيا الغربية.
(العين)