التعشيق لمن لا يعرف من الشباب هو "دفش" السيارة من قبل عدد من أصحاب العضلات لحفزها على العمل بالطريقة غير العادية! ويتم التعشيق وفق القواعد الآتية:
سيارة لا بطارية صالحة فيها أو "سيلفْ" خربان، وبشرط أن يكون أمامها منحدر لتسهيل مهمة "الدّفيشة"من أصحاب العضلات القادرين على دفعها ولو مؤقتًا حتى وصولها إلى الورشة!!
ويروى أن مريضًا كبير سن ذهب إلى طبيبه، وسأله كيف الأمور؟
أجابه الطبيب: والله يا أخي "عشّقْتَكْ تعشيق". بمعنى أعطاه دفشة إلى أن يفعل الله أمرًا كان معلومًا.
عودة إلى مؤسساتنا-باستثناء دائرة السير والجوازات- فإنها تعمل بالتعشيق!!
فما التشابه والاختلاف بين السيارة والمؤسسة الحكومية؟ ومن يتفوق على من؟
السيارة الجيدة تحتاج صيانة دورية، وتحتاج ترخيصًا كل سنة، وسائقًا يقودها بحكمة!
تحتاج إلى قطع غيار، ويخضع سائقها إلى مساءلة كلما ارتكب مخالفة ، والسائق يدفع مثقال كل ذي مخالفة أو شرًّا يفعل.
والشرطي يحاسب كل من يفعل مقدار ذرة شرًّا يره!! ومعلوم أيضًا أنّ السيارة تعمل بالوقود، وببطارية سليمة! ولها زامور ينّبهُ من يسير متحديّا لها، فهو جهاز إنذار مبكر! وللسيارة أضواء تكشف كل ما يدور أمامها، ولها مرآتان جانبيتان، ومرآة خلفية لضمان تكامل أجهزة الإنذار المسبق!
هذه خصائص السيارة! لكن ماذا تمتلك المؤسسات الرسمية منها؟
هل فعلًا أن مؤسساتنا تمشي بالتعشيق؟ ومن عطّل بطارياتها؟ ومن خرّب السيلف، ومن كسر جميع مراياها ؟ من أتلف مساحات زجاجها الأمامي؟
من رفض تغيير قطعها التالفة من إدارات مهترئة لا تعمل في مكانها الصحيح ؟ من يحاسب سائقها ، ومن يسجل كل شرٍّ يُرى؟ ومن يسحب الرخصة المنتهية لسائقها؟ ولماذا تجدد رخصته دون استيفاء الشروط؟ ولماذا يدَّورونهم من فشل إلى فشل جديد مؤكد؟
والسؤال الكبير: من هم الدافشون أو الدفّيشة؟ من هم المعشِّقون والمعشَّقون؟
لماذا يعينون مسؤولين غير مختمري الخبرة- أو بلغة الفلاحين عوايص ، ومفردها عويصة، وهي العجينة التي لم تخمر بعد؟ هل يتم تعيينهم في ليلة مظلمة أم في ليلة من ليال" "الألفليلية" على حد تعبير سهل زواهرة نسبة إلى ألف ليلة وليلة؟
معظم المؤسسات المهمة وخاصة الصحية والتربوية والخدمية ماشية بالتعشيق!
فمتى نحاسب سوّاقيها؟ متى نجدّد بطاريتها ؟ من يمسح زجاجها الأمامي؟
والسؤال الأكبر: من يقوم بذلك ؟
ومن ينير الطريق أمامها؟ ومن يغيّر من أوصلوها إلى التعشيق؟