تحتج الكاتبة التونسية ألفة يوسف بكتابها "حيرة مسلمة" على ثلاثة قضايا رئيسية تمس المرأة المسلمة بشكل كبير ومباشر ، في الميراث والزواج والجنس.
تطرح مجموعة من الأفكار التي تقود القارئ لوضع خط زمني لبدايات التشويه في المساواة بين الرجل والمرأة ، فتعتقد أن العديد من الممارسات العنصرية ضد المرأة المسلمة هي امتداد للأعراف والتقاليد التي وجدت قبل الإسلام ، وتربطها وفقاً للروايات والأثر بالجاهلية، لتصل بفكرة جديدة متعلقة بأخطاء متعلقة بتفسير القرآن والأحاديث وفقاً لما تراه الكاتبة.
وتنهي حديثها بجدل يفوق جدل دخولها عش الدبابير كما تعترف بمقدمة الكتاب، وذلك بالفصل الأخير المتعلق بحرية الجنس، لتؤكد أن المرأة بالجاهلية كانت تتزوج من عدة رجال بنفس الوقت، فتلقي الضوء بشكل جدي على فكرة تهكمية بحرية "تعدد الأزواج".
تعلم الكاتبة أنها بطرق التابوهات المحرمة تحتاج للكثير من الصبر في البحث عن الوسيلة الأفضل بتوصيل أفكارها التحررية، فاعتمدت أسلوب رجال الدين والمفسرين بتمجيد الإله والثناء على الأنبياء بكل فقرات الكتاب الواقع في ٢٣٣ صفحة، وهو ما يخلف الملل من استخدام اللغة القديمة وتكرار نفس الجمل، ولكن هذا الأسلوب ينم عن الذكاء بمخاطبة المجتمع (الغير مدني) بلغته التي تربى عليها.
أنا لا اخفي بشيء من الليبرالية اليسارية ذات الاحتجاج على واقع المرأة المسلمة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وتعجبني صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لنساء أردنيات تعكس التمرد على الواقع الموروث، فقوة كتاب "حيرة مسلمة" تنبع من أن الكاتب إمرأة، وهي بهذا الاحتجاج أقرب لوصف الحالة من أن يخوض بها عشرات بل مئات الرجال، وأن المطلوب في مسيرة العدالة والمساواة هو مزيد من الحيرة النسائية.