لا يتسع صدربعض النواب ابداً لنقد الصحافة ، وهذه باتت ميزة لنواب في كل المجالس النيابية المتعاقبة ، هذا على الرغم من معارك سابقة ، جنحت فيها العلاقة الى موانئ موحلة ، وتضرر النواب ، قبل الصحافة من هكذا معارك محسومة دائماً لصالح الاعلام.
كل القصة تتعلق بعدم احتمال بعض النواب لنقد الصحافة لطريقة مناقشة الثقة ، وعدد الاصوات التي حازتها الحكومة ، والذي لا يعرفه احد ان التعليق السياسي ، أكان مؤدباً ام ساخراً ، لا يمكن منعه اليوم.
كثرة قادرة على انشاء صفحات على مواقع تفاعلية وبأسماء مستعارة يقولون عبرها ما يريدون ، او انشاء مواقع الكترونية بكلفة قليلة ، ولا يعرف احد اصحابها ، فتقول ما تريد ، فكيف ستتم معالجة غموض الفضاء الالكتروني حين يولّد صحافة سرية وممنوعة؟.
البارحة شن نواب غضبهم على الاعلام لانه نقل اخبار مشادات تحت القبة ، ولانه انتقد صخب النواب ، والتصويت على الثقة ، وعقّب رئيس الوزراء على كلام النواب بقوله.. "أن الحكومة ستضع مع المجلس تشريعات لحماية الصحافة المهنية وبنفس الوقت حماية المواطن من القدح والذم".
واعتبر الرفاعي أن الإساءة لمجلس النواب إساءة للوطن ومخالفة للقانون وان الحكومة ستطبق القانون وستضع حداً للإعلام الذي يتهجم على الدولة وان على الجميع أن يعوا أن الثقة التي حصلت عليها الحكومة تشكل ضغطاً إضافياً على الحكومة بتقديم برامج حقيقية".
من جهته ، قال رئيس مجلس النواب فيصل الفايز في لقاء مع مندوبي وسائل الاعلام عقب جلسة البارحة ان "وسائل اعلام قامت بالاستهزاء بمنح مجلس النواب الثقة للحكومة ، ومجلس النواب مع النقد البناء ، والمجلس سيد نفسه ومنح الثقة من عدمه حق دستوري للنواب ، مؤكدا انها عبء على المجلس والحكومة على حد سواء".
سبق كل ذلك ما قاله رئيس الوزراء في خطابه امام النواب رداً على مناقشاتهم ، وقبيل التصويت على الثقة ، اذ اشار الى ما معناه ان زمن الاسترضاءات والاعطيات قد ولى ، وان الحكومة ستحمي الناس ، من شرور الصحافة غير المهنية ، وان الترسيم والفصل بين الصحافة والسلطة التنفيذية من حيث المصالح والادوار يجب ان يتم ، ضارباً امثلة بوظائف الصحفيين واشتراكات صحف لا تطبع.
من حق الصحافة ان تنتقد بأدب من تراه مستحقاً للنقد ، بأي طريقة كانت ، مقالا او صورة او رسما كاريكتيرياً ، والنقد درجات ، غير ان المشكلة في النهاية ليست في الصحافة ، وانما في ضيق صدربعض النواب الذين يعتبرون انفسهم انهم فوق النقد وفوق المناقشة ، وفوق المحاسبة.
معركة مبكرة ، وهي معركة ليس هذا توقيتها ، لانها ستغطي على اولويات اخرى ، كما انها معركة خاسرة في جميع الاحوال ، داخلياً وخارجياً ، ولعل الاصل هو وصل ما انقطع ، بدلا من تهديد النواب بقطع الذي انقطع اصلا.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)