تميزت الدولة الأردنية منذ نشأتها و على الدوام بمستوى رفيع من جدا من اليقظة الاستراتيجية الاي تعرف بأنها الأساليب المنسقة التي تعمل على تنظيم و تحليل و نشر و مشاركة المعلومات و المعارف المفيدة حفاظا على استقامة الأعمال في مواجهة ظروف عدم التأكد التي أضحت تغلف فضاءات أعمال المؤسسات من وقت لآخر.

وليس أدل على ذلك من العملية النوعية التي قام بها الفريق عبود حسن أثناء حرب أيلول الأسود عام١٩٧٠ بين نظام الدولة الأردنية و الخارجين عن القانون ، اذ قام بتجنيد ملحق عسكري أوروبي في مقر حلف الناتو الذي قام بتزويد الفريق عبود حسن بمخططات الناتو للحرب في الشرق الأوسط ، و تلاعب الفريق عبود حسن في الخطط بحيث تبدو كما و لو كانت خطأ للجيش الأمريكي للتدخل لصالح الأردن .

وقام الفريق عبود حسن بإعطائها إلى عميل عراقي مزدوج و الذي ذهب إلى تركيا و قام ببيعها إلى الملحق العسكري العراقي الذي قام بدوره بإرسالها على الفور إلى بغداد و اعتقد العراقيون أن الخطط أصلية و بسرعة و بهدوء عادت القوات إلى قاعدتها بالازرق و انسحبت الميليشيات إلى أحراش جرش و عجلون .

وهذا مما ورد في مذكرات جاك اكونيل الذي كان يشغل رئيس محطة لوكالة المخابرات المركزية بعمان و أصبح فيما بعد محامي الأردن في واشنطن ، في كتابه بعنوان " مستشار الملك " الذي يتضمن مذكراته عن الحرب و التجسس و الدبلوماسية في الشرق الأوسط الذي صدرت الطبعة الأولى منه عام ٢٠١٥ ، و يتكون من عشرين فصلا .

وغيرها الكثير من العمليات النوعية التي تؤكد على دعم منهجية الإبداع و الابتكار و تدعيم عمليات التوقع و استباق الأحداث و تطوير فرضيات مسار الأحداث و تأثيراتها المحتملة.

هذا غيض من فيض و مؤشر من مصفوفة مؤشرات مترابطة تبعث على الاعتزاز بالدولة بالدولة الأردنية و طاقاتها الحرفية العالية على اجتراح الإبداع و ادارة المواقف بكل كفاءة وفاعلية.

كما وينطبق هذا النهج الفريد من نوعه في ضبط ادارة التغييرلإنجاز مخرجات لجان تحديث المنظومة السياسية و الاقتصادية و الإدارية تنفيذا لرؤى صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وسموولي العهد الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم حفظهما الله ورعاهم.

أدام الله على الاردن نعمة الريادة في كافة المجالات