الملك عرض حال الأمة وتناول الحلول .. فمن يتابع ؟
شحاده أبو بقر
21-05-2023 12:57 AM
إبتداء، تشكر المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعبا على ما وفرت للقمة العربية من أسباب النجاح ضمن أفضل الأجواء، وهذا ليس بالغريب عنهم أبدا.
وثانيا، فلقد جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في القمة، مكثفة شاملة، تناولت بذهنية المدرك تماما للواقع غير المريح الذي تمر به الأمة، قطريا، وإقليميا، ودوليا.
وثالثا، فلم يتوقف الملك في كلمته المحكمة التي تعبر عن غيرة منزهة على أحوال الأمة وواقعها الصعب الذي يكاد يستفحل لا قدر الله على مجرد تشخيص أحوال العرب، وإنما بروح المسؤولية القيادية النابهة، المطلة على تقاطعات السياسات الإقليمية والعالمية بامتياز، عرض جلالته رؤية المملكة الأردنية الهاشمية للحلول المتاحة التي تحاكي المصالح العليا لأمة ذات تاريخ مشرف، وحضارة ثرية، وإرث عقدي قيمي عظيم.
هذا هو شأن الأردن منذ فجره، وفي كل قمة وملتقى عربي وإقليمي ودولي، أو حتى ثنائي، عنوانه الثابت هو الدفاع عن مصالح الأمة ومكانتها بين الأمم، وعن قضاياها كلها، وعلى رأسها قضية فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحقوق شعبها المشروعة غير القابلة للنقض، مهما تجبر المحتلون المستعمرون واعوانهم أيا كانوا.
وكالعادة، لم تحمل كلمة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أية مناكفة لأي كان، ولا بحثا عن مصلحة أردنية خاصة على حساب مصلحة عربي شقيق، بل جسدت نهج الأردن القومي الراسخ الذي يوازي تماما بين المصالح الوطنية والقومية على حد سواء.
بحق، كانت كلمة الملك شعلة ضياء تنير درب العرب، وباتزان وبموضوعية وبصدق، انسجاما مع حقيقة أن العرب أمة تملك كل مقومات فرض حضورها المتميز، ومكانتها المقدرة بين سائر الأمم على هذا الكوكب، وإن هي استثمرتها وفعلتها واستنهضتها بهمة عالية، فلن تبقى لها أرض مغتصبة، ولا مقدسات مستباحة، ولا أي حق ضائع.
الآن، الأمة كلها تنتظر النتائج على أرض الواقع، ولم تعد تقبل بمجرد إصدار بيان أو إعلان لينتهي الأمر عند هذا الحد.
لا.. الأمة تنتظر وتثق بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة رئيسة القمة في دورتها الحالية، ستجعل من نتائج القمة برامج عمل سياسية إقتصادية اجتماعية على أرض الواقع، بالتعاون مع جميع أقطار العرب، وجامعتهم العربية التي يجب أن تنهض بدورها الإجرائي على هذا الصعيد.
من جديد. شكرا لجلالة الملك، وشكرا لخاد م الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وشكرا للشعب السعودي الشقيق. وتمنيات ودعاء إلى الله العلي القدير أن يجعل من نتائج تلك القمة، ما يجبر خاطر كل العرب، من محيطهم إلى خليجهم. وهو تعالى من أمام قصدي.
الرأي