لفتني إلى حدّ الاندهاش ورسمت في مخيّلتي تفاصيل الافراح الملكية في وطني الاردن صورً بديعة لتمسّكٍ رهيب بكل ما هو "اردنيّ", فبدءً من تفاصيل عُرس الاميرة ايمان من حنّة وديكورات وزفّات في آذار المنصرم إلى ليلة السمر التي زُفّ فيها الامير حسين "عريس حزيران" بين رفقاء السلاح الاصدقاء الاوفياء كانت الاصالة عنوانً تُوِّجتْ بها التفاصيل المدروسة بعناية فائقة, فلم تبتعد اصغر التفاصيل في تلك الافراح عن أي عرسٍ اردني, في رسالة من القصر عنوانها "نحن منكم وأنتم منّا".

في كل دول العالم تحتكم العائلات الملكية في مناسباتها لبروتوكل يحسبُ "بالملّي" لتكون به نِسب الانحرافات تقارب الصفر المئوي, بحيث يُسلط الضوء في تلك الاحداث على اظهار صورة العوائل الملكية والبلدان بابهى وافخم قالَبْ, ولكن ما أسر عيون وقلوب أغلب من شاهد ويشاهد تفاصيل الاعراس الملكية الاردنية هي البساطة والرقي والتركيز الشديد على العادات والتقاليد الاردنية الاصيلة.

ولأنّ الرسالة الملكية كانت "نحن منكمْ وأنتم منّا" أتت اللفتة الرائعة التي قامت بها الملكة رانيا لتؤكد عليها بعد القول فعلاً وذلك بدعوة نساء وأمّهات من كل المحافظات الاردنية ومن مختلف المناطق إلى حفل حنّاء دافئ لتُزفّ به الاميرة ايمان بين اهلها وناسها, تلك الفسيفساء الاردنية التي بدت جلية في كل لقطة شاهدناها.

ولأنّني اهتم بقراءة ما تقوله الصحف العربية والاذاعات والبرامج العالمية المختلفة عن كل ما هو "أردني" كانت أكثر وانسب التعليقات هي أن الافراح الملكية التي احتضنها القصر اهتمت بمشاعر الشعب الاردني الذي يعاني مثله مثل شعوب العالم اجمع من تبعات اقتصادية قاسية تجتاح القارات كلّها بعد الوباء والحروب, لذلك كانت الاعراس الملكية زاهدة إلى حدٍّ كبير اذا ما قورنت بالاعراس الملكية المعتادة, تلك الاراء نستطيع أن نلمسها من الاراء وردود الفعل الشعبية والرسمية من طريقة تعبير القصر عن فرح الامراء, وفي النهاية نتمنّى الخير كل الخير للعائلة الهاشمية وأن تُبنى البيوت الجديدة بالخير والسعادة وأن تدوم الافراح في هذا الوطن الذي يحتاج للفرح والامل بغدٍ أجمل.