يجتمع زعماء الدول العربية في اجتماع فريد من نوعه في جزيرة العرب، حاضنة العرب الأولى والموطن الأصلي للعرب وهذا الاجتماع في هذه الدورة يعتبر اجتماعا استثنائيا لما يحمله من تغيرات جذرية في المنطقة وتحديات جديدة تجعلنا نعول الكثير على هذا الاجتماع وعلي مردوده الذي سيعود على المنطقة والعالم.
تشهد هذه الدورة عودة سوريا للجامعة العربية ومشاركة غير مسبوقة للرئيس الأوكراني زيلنسكي، إن مشاركة الرئيس الأسد تأتي في خطوة متوقعة بعد المصالحة السعودية الإيرانية، إن العودة السورية للمجموعة العربية تشكل إضافة لما تحمله سوريا من موقع جغرافي ومحوري في المنطقة ويقود إلى منطقة أكثر سلاما وبالتالي يقود السلام في المنطقة إلى تنمية أكثر بفعل الاتفاقيات والتعاونات في مجال الطاقة والصناعة والزراعة والتبادلات التجارية.
كما تشهد القمة مشاركة الوفد اليمني في رسالة تعكس تأثير المصالحة السعودية الإيرانية في حل الأزمة الحوثية والحروب الإقليمية الشيعية السنية على جنبات الخليج العربي.
كما تشكل دعوة الرئيس الأوكراني خطوة أولى تسعى من خلالها السعودية وجميع العرب إلى اتخاذها سبيلا لإشراك التجمع العربي في التدخل والوساطة لحل القضايا العالمية.
كما يعول على هذه القمة في قراءة واضحة المعالم تأكيد وتبني القمة دور الوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس ونبذ كل الاعتداءات اليهودية المتطرفة وإعطاء الفرصة للشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وإقامة دولته.
فهذه المضامين التي يحملها وينقلها الملك عبد الله وولي عهده في كل المحافل. فنسأل الله الاتحاد والتوحد للعرب والإسلام لأن الاتحاد قوة والفرقة تشتت وضعف وإن مقدساتنا تتطلب وحدتنا لبذل الجهد في سبيل خدمتها واختم بقول الشاعر جميل الزهاوي:
إن العروبة ليس تأمن * * غارة المستعمرين
إلا بوحدتها ونعم * * وسيلة المتفكرين
وهي التي اتحدت قديما * * بينها لغة ودين