بين السكتة القلبية والانتحار طريقان يوديان إلى نهاية واحدة، و الطريقة الثانية اتبعها البعض في قرننا الحالي بعد حالة الضيق التي أصبحت ترافقهم على مرور سنوات طويلة من حياتهم المتهالكة
اليوم للأسف الشديد أصبحنا نختم نهاية يومنا على حالة انتحار لشاب أو رجل كاهن العمر ونحن نعلم أن السبب الرئيسي الذي أوصلهم لهذا الحال الوضع الاقتصادي الذي أصبح كابوسا يلاحق الجميع والذي كان له الدور الأكبر من الأسباب المؤدية لذلك.
اليوم أحزنني وأنا أيضا حزين على نفسي، رجل يتجاوز من العمر السبعين عاما والذي احزنني أن ذلك الرجل الذي أجبرته ظروف الحياة أن يعمل على الحافلة لتوصيل طلبات المطاعم للمنازل برغم يجب أن يكون بذلك العمر معززا مكرما بين أفراد أسرته بعد الحياة الشاقة التي عاشها من حياة العمل التي ربما استمدت لسنوات طويلة من العمل.
تساءلت نفسي بعدها، كيف لرجل بهاذا العمر قادرا أن يعمل بهذا العمل الذي ربما شاق!! هل سيبقى يبحث عن قوت يومه إلى أن يأخذ الله أنفاسه الأخيرة دون أن يتنفس الراحة يوما واحدا؟ بالتأكيد سيبقى يعمل من أجل لقمت العيش التي أصبحت غالية ومن الصعب إيجادها دون أن يعمل.
الحال اليوم أصبح مؤلما للغاية، أصبحت حياة الفقراء تزداد وجعا يوما بعد يوم، بدأت العائلات تبحث عن قوت يومها فقط لن يعد بمقدورها أن تفكر باليوم الذي يليه، لن يعد أحد يهتم لأمر الفقراء.
أصبحوا الفقراء اليوم يستخدمونهم فقط لحاجات الانتخابات للوصول إلى مبتغاهم مقابل طرد غذائي يتكون من القليل من المواد التموينية ذات القيمة المتدنية لا يكاد أن يصل لبعضة دنانير...
أعيدوا لفقراء وطني كرامة الفقر بعد أن سرقوها منهما.