بات في حكم المؤكد زوال عقليات متعفنة لا تصلح للمئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية الأكثر عراقة سياسية في المنطقة والأقدم في الأنظمة العربية المستمرة لليوم، وذلك بسبب تناقض السياقات التشكيلية للبنى العقلية والنفسية بين هذه العقليات وبين العقلية الجديدة التي تشكلت بسياق نضالي مؤدلج متصل بالسياق سالف الذكر مع فارق في تمايزات عرضية وليست جوهرية أدت إلى تنافر ديمقراطي، إلا أن هذه السياقات ومع تمايزها تؤمن بفلسفة الحكم الهاشمي وتطبيقاتها بالمئوية الثانية التي تطورت بدرجة مغايرة تماما بانعكاس ١٨٠ درجة وهذا ملموس ومحسوس.
قد تظهر هذه التناقضات بالعقل اللاواعي من خلال زلات اللسان والهفوات عند الغضب فقد قيل أن لكل عالم هفوة ولكل فارس كبوة ولكل صارم نبوة.
الجميل في موضوع الزوال والتلاشي نبرة التحدي المكشوفة علنا التي تظهر مكامن نقاط الضعف والسواد الأعظم في النفوس والصدور التي لا يمكن علاجها لا بل استحالة ذلك، مصداقا لقول رب الناس جلا وعلا ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) .
فالأجدى التسليم لهذه الحقيقة وعدم إضاعة الوقت لأنه خسارة على الجميع وإعاقة التقدم لان الإنسان اكثر شيئا جدلا للأسف.
إن ما سبق ذكره هو حقائق واقعية ملموسة ومحسوسة في نهج الدولة القائم الفعلي المرحلي وإن لم يعجب البعض فهناك دائما حكي سرايا وحكي قرايا.
أما الأكثر جمالا وروعة هي ريادة العمل في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني في نهجه الجديد بفضل قيادات عريقة مثل رئيس المكتب السياسي العين جميل النمري ورئيس المجلس الاستشاري معالي العين بسام حدادين الأكرم والأمين العام سلمان النقرش ورئيس المجلس العام سعادة الشيخ طلال الماضي.
من ذكروا هم عينة طيبة الا أن سائر الرفاق هم الأكثر تميزا وممارسة للحرية والانطلاقة الواعدة مكرمين لولا يتسع المجال لذكرهم رفيقا رفيقا فهم ذوات مكرمة لأننا عرفناهم عن قرب واتضح ذلك جليا من خلال طبيعة تفاعلهم الإيجابي المثمر دوما.
ونخلص هنا انه من لم يتقدم عنوة نحو الهدف حتما سوف يسقط في تخوم النهاية لأن ذلك سياق تاريخي أبدي مصداقا لقول رب العزة والملكوت ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ).
حمى الله أردننا واحة فكر وحرية وإيمان يستظل بها أبناؤها لمواصلة الاتجاه نحو نمطية مستجدة بالحياة الديمقراطية.