جلدتنا الأحزاب الإسلامية والقومية واليسارية لسنوات طوال، بالقرارات المتخلفة لاتحادات طلبة الجامعات. حيث انعدمت الانتخابات، وساد مبدأ التعيين، .. ثم تطور الأمر إلى انتخابات النصف وتعيين النصف الآخر.. وبقي الأمر على حاله وبقي الجلد قائماً. وكان السبب الوحيد هو الخوف من النتائج بشكل عام، وراحة بال المسؤول السياسي الذي يحب أن يكون كل شيء.. عال العال!!.
بدأ خالد الكركي في الجامعة الأردنية أم جامعاتنا:
- انتخابات شاملة ولا شيء آخر!!.
منذ أقل من عشرة أيام ذهب أكثر من عشرين ألف طالب من الجامعة الأم إلى الانتخابات، وحملوا مرشحيهم المميزين إلى الاتحادات. وانتهينا إلى أن الحزبيين الذين أهلكونا بالديمقراطية، وحرية الانتخاب واتحاد الطلبة وغيرها لم يكونوا شيئاً!!.
- هل قَبِلَ الحزبيون على اختلاف اتجاهاتهم بنتائج الانتخابات؟؟.
- .. لا، لم يقبلوا، واتهموا الجسم الطلابي بالعشائرية، والإقليمية. وقالوا في العنف الجامعي حتى كاد الناس يحسبون أبناءهم في الجامعات بمثابة «بلطجية»، يعتدون على بعض، وعلى جامعاتهم، مع أن كل انتخابات تحمل بعض الخلاف والشجارات لأننا لسنا .. سويسرا. ولأننا نضع أقدامنا على الأرض لأوّل مرّة!!.
عاد الحزبيون فصاروا يطالبوننا باتحاد الطلاب كما كانوا قبل نصف قرن يسمون تنظيماتهم الحزبية، باختطاف الطلاب والعمال واتحاد المرأة .. وللذين يتذكرون فقد انتقل اتحاد العمال الأردنيين في الخمسينيات إلى دمشق، وبقي كألواح التوراة، سنوات طويلة يصدر البيانات كلّما قررت الأحزاب المهاجرة شتم الحكومة الأردنيّة، ونظام البلد السياسي. وقد كان هناك أكثر من اتحاد مخطوف. فالأحزاب هيمنت على المشهد.. والدولة عندنا كانت غير مهتمة.
- الآن الأحزاب تريد «اتحاد طلبة».. ولا تريد اتحادات منتخبة. تريد شيئاً في خدمة وجودها.. لتدعم فيه مكانها على الرصيف!!.
أما قصة العشائرية والإقليمية، فقصة تنفيها قراءة أسماء المنتخبين في الاتحادات. فليست هناك إلا أسماء سكان مدن، وعائلات صغيرة عادية. وإذا صدف وكان هناك اسم لعشيرة.. فلنتذكر أن هذه العشائر هي تجمع مواطنين أردنيين لا تستطيع أحزاب صغيرة هامشية أن تسلبهم مواطنتهم!!
(الرأي)