غادرت ثلاثين سيارة من القدس أهالي رأس العامود والعيزرية والخان الاحمر واريحا ، الى شرق الاردن - الشونة ومن ذكريات ما دون لهذه المناسبة انهم وصلوا الساعة الواحدة ظهراً وعندما وصلوا وجدوا جلالة الملك علي بن الحسين وأخيه سمو الامير عبد لله ممتطين جوادين ومتجهين نحوهم وذكر بأن المولى شوكت علي عندما رآهما صاح الله اكبر فتبعه بقية الاعضاء فترجل الملك واخيه سمو الامير للسلام عليهم وقد كان في مقدمتهم سماحة الحاج آمين الحسيني وموسى كاظم باشا ومولانا شوكت .وما استقر المقام فقام رئيس الديوان حامد باشا الوادي مرحباً بهم فقال : الحمد لله ثم الحمد لله الذي آلف بين قلوب المؤمنين ورفع منارة المسلمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

وبعد فأني اتقدم مستأذناً صاحب الجلالة الهاشمية المصطفوية الابطحية سيدي ومولاي الملك علي بن الحسين المعظم فأرحب بوفود الاسلام رعيون الاعيان الذي اجابوا دعوة أحد اخوانهم فأتوا من كل فج عميق .ولا بدع فأن هذه الخصلة الطاهرة مغروسة بقلوب أهل لا اله الا الله محمد رسول الله منذ القدم ،ولها مثيلاث أشرفهن تلك الاؤلى التي كانت بمن في العهد النبوي وقبل الهجرة ،فألفت بين مسلمي مكة ويثرب تم تكررت فأدت الى الهجرة وظهور الاسلام .وأضاف حامد باشا الوادي بنهاية الترحيب هذا وانه وان كانت (الاستقراطية) الدخيلة على دول الاسلام العربية والعجمية فقد اوقفت المسلمين عن عقد المؤتمرات النافعة ،وابطلت تلك السنة السنية ،فأن مؤتمركم هذا قد أحيا ما مات واعاد ما فات مما فيه سعادة الدارين ،واني بعد ذلك اشكر لكم جميعاً حميتكم واثني على كل شخص بما هو اهله وادعوا الله ان يوفق الجميع لما فيه صلاح الدنيا والدين .ثم تلاه الشيخ نعمان افندي الاعظمي وكان ابرز ما قال : عن المجاهدين في الاسلام. اما الاستاذ الغلاييني وابرز ما اضاف ان الامم الاسلامية لا تفرق بين الامم والشعوب وان هذا المؤتمر ويقصد بمؤتمرالشونة بأنه قد وحد القلوب وجعل الامة الاسلامية يد واحدة وان الاخلاص السائد في اعضاء المؤتمر قد جعلهم يخطون هذه الخطوة في سبيل النجاح .أما الشيخ محمد مكي والذي تكلم عن الشبان المسلمين في مصر فقال: اننا في ارضكم وتحت سمائكم وتظلنا بيوتكم فنحن نعتقد ان هذه الديار لنا فيها الحظ الاوفر واننا في ظل أبا الكل وختم كلمته كلنا أتينا من ديار بعيدة لنداوي المسلمين مما بهم من داء فتاك بطرق سلمية ومشروعة .وتحدث محمد طارق بك مندوب نيجيريا .أما بعدها الامير سعيد باشا والذي بدءها وقال أسس جدكم ديننا وجميع المسلمين الان يتبعون شرعته ،ولما سمعنا ان سليلة النجيبين يدعوان الى المؤتمر الى مائدتهم وقدمنا نبلغهم التحية من اخوانهم باعتبارهم من اهلة الاسلام التي بزغت انواره الاؤلى .اما الشيخ سليمان الظاهر ان من سبقوه بالكلام قد عبروا كل واحداَ منهم بشعوره وانه متفائل بان جلالتكم وسموكم واخاكم امام اليمين قد ايدوا هذا المؤتمر . اما عياض اسحاقي نائب قسم كبير من مسلمي روسيا والذي تحدث عن الحكم بين الاهالي في روسيا والاستبداد بالمسلمين والذي لم يتمكن اكثر من ثلاثة اشخاص من الحضور منهم وشرح واقع الحال .أما الشيخ محمد سعيد درويش وابرز ما قال بأنه نصلي باليوم خمس مرات ونذكر جدكم مبعث النور الاسلامي وهو رمز التضحية والاخلاص واننا نذكر والدكم حامل لواء النهضة العربية الذي رفض التصديق على جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود ومن اجل ذلك ضحى بعرشه وتاجه .اما عبد القهار مدكر مندوب اندونسيا والذي تحدت عن معرفة اهل اندونسيا بالبيت الهاشمي وعن رجاله المتولين زمام الحكم وكيف آل البيت الهاشمي كانوا من المحافظين على البيت الحرام وهنا اغرقت عينا سمو الامير عبد الله بن الحسين بالدموع وقال (ان شاء الله تكون انت من الشاهدين يوم القيامة).واضاف عبد الرحمن العزام ان اجتماع رجال المؤتمر تحت بيت الشعر هذا يذكرنا بالعهد النبوي اذ ظهر من تحته نور الاسلام وختم رسالته وقال نحن لا نريد بظهور الدعوة العربية والاسلامة طغياناً ان نريد ان يعود الحق الى نصابه.اما المجاهد سعيد بيك العاص والذي تحدث باسك كل من جاهد في سبيل الله والذين ضحوا على مذبح الوطن نفوساً ثمينة ورجالا كريمة فكان لهم المجد والشرف ما لم يكن لامة من الامم .وختم بمقولات مختلفة منذ عهد الصحابة واضاف عن المؤتمرات السابقة في مصر ومكة ولكن هذا المؤتمر هو الاكبر واجلها.

اما الاستاذ التفتازاني والذي تحدث عن المسلمين واضاف من الشعر الى كلمته ومن الابيات التي القاها :آل بيت النبي ان فؤادي -ليس تسليه عنكم التأساه

سندتم الناس بالتقى وسواكم -سوددته البيضاء والصفراء

وفي نهاية الخطب انتقلت الوفود الى السماط المهيأ لها على الطريقة البدوية للطعام والشراب وذكر بأن السماط كان ممتداً ثلاثون متراً وكان بين كل متر ومتر منسف من الثريد واللبن وتخلل المؤتمر مشاهدة الفرسان وهم يتسابقون على الخيول ويزهجون بالاهازيج البدوية وكانوا يطلقون النار في الفضاء ثم اجتمعت مشايخ العربان للسلام على الوفود والتي جاءت من السلط وعمان ،ثم استقلوا الاعضاء السيارات وعادوا الى القدس لاستكمال ما تبقى من جلسات المؤتمر ، هذا بعض من لقطات مؤتمر الشونة في عام 1931م .والتي قامت بتغطيته الجرائد القديمة وكانت الدعوة الى المؤتمر بهدف البحث في حالة المسلمين الحاضرة وفي صيانة الاماكن المقدسة من الايدي الطامعة وشؤون اخرى تهم المسلمين وقد لاقت الفكرة موافقة العديد وابرزها الزعيم الهندي شوكت علي وحيث وجهت الدعوة الى العديد ممن يمثلون بلاد مختلفة من العالم وحسب القراءات الاولية او المتوفرة عن المؤتمر اخذ المؤتمر الطابع الاسلامي .

هذا ما بدأ به الهاشميون آل البيت الكرام اللذين لم يتوانوا للحظة للدعم القضية الفلسطينية او بتقديم كل واجباتهم بدون الطلب منهم بل كانوا سباقين اليها بقلوبهم ودموع عيونهم وضيافتهم الكريمة ،ولكن السياسة ولعبة الكراسي دائماُ بها متغيرات من العهود السابقة الى الان ولكن ما كان الهاشميين آل البيت الا منبع النور الديني والمتوهج الذي يضيء نور الاسلام ويضيء السلام والنور على بلادهم وجيرانهم ،أدام الله خير سلف لهم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين واعزنا بالاسلام والامن والامان .