وزارتا الداخلية والعمل تمنحان تصاريح وموافقات على استقدام آسيويين بمهنة سائق وطباخ.

في الاردن يوجد حوالي عشرة الاف سائق من جنسيات آسيوية : هندية وفلبينية وباكستانية وبنغلادشية.

و يوزاي ذلك عدد الطباخين من جنسيات اسيوية.

و سنويا يزداد باطراد اعداد استقدام عمال اسيويين للاردن في مهن السواقة والطبخ والتمريض، والخدمة المنزلية. و فيما تنهج دول عربية نفطية الى تقنين سياسة استقدام العمال الاسيويين، وكما تابعنا في دراما رمضان، فان مجتمعات عربية نفطية موسومة بالرفاهية وقيم الاستهلاك تتخلى عن السائق والطباخ الاسيوي وتستبدله ب»ابن البلد». و السؤال الهام، اين ترى السائقين والطباخين الاسيويين يعملون ؟ في قصور وفلل طبقة من اثرياء واغنياء عمان، وطبقة من محدثي النعمة والثراء، ومراكز نفوذ حديثة الولادة. السواقة والطبخ مهن محصورة بالاردنيين، وقانونيا يمنع استقدام عمال وافدين للعمل بها، واي تصريح وموافقة صادرة بهذا الخصوص هي استثناء غير قانوني، و يخالف توجه الدولة في محاربة البطالة والفقر المزمنين.

الحكومة تشكو من البطالة والبحث عن فرص عمل، والكل دون استثناء يدرك مخاطر البطالة وفظاعة تداعياتها اجتماعيا وامنيا وسياسيا..
ولا يقبل الفهم والتفسير ان القطاعين : العام والخاص بعسر شديد يولدان فرصة عمل واحدة، فكيف يسمح باستيراد عمالة وافدة لمهن يفيض الاردنيون العاطلون عن العمل منها في السوق. انشر اعلانا في جريدة او موقع اخباري او سوشل ميديا، واطلب سائقا، وسترى بام عينك كم سوف تفيض طلبات المتقدمين لفرصة العمل.

و يتقدم لمهنة سائق معلمون ومتقاعدون عسكريون ومدنيون، و حملة شهادات جامعية عليا.

الدولة واجهزتها قادرة على ترجمة اردنة سوق العمل باجراءات صارمة تمنع استيراد العمالة الوافدة.

صراحة، اعرف ان مستوردي العمالة الاسيوية يمارسون ضغوطا وواسطات، ولكنهم اليوم احوج لان يواجهوا بكلمة « لا «، ورفض لرغبات ونشوة طبقة ما.

طبقة تعتاش على امتيازات باستيراد شوفرية وطباخين اسيويين، واستثناءات في رخص الدراجات النارية، واستثناءات جمركية، واعفاءات الغرامات، و استثناءات ارقام سيارات مميزة، وغيرها. كم اتمنى لو اسمع اخبارا صارمة وحازمة بخصوص استيراد عمالة اسيوية، ويمنع تشغيل سائقين وطباخين اسيويين، ويترك المجال والفرصة لابناء البلد العاطلين عن العمل وفاقدي فرص المنافسة وابسط شروط الحياة والعيش الكريم، فهم اولى في بلادهم وخيرها وفرصها من الغرباء وما اكثر الغرباء، وما العن ان ينافسوك على لقمة عشيك وسريرة نومك.

(الدستور)