صلابة الموقف الأردني في رسالة جلالة الملك
فيصل تايه
18-05-2023 12:17 AM
وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني "شيخ نيانغ " في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني ، حيث أعاد جلالته التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وحضورها المستمر في وجداننا العربي بعد خمسة وسبعين عاما على النكبة ، والتزام الأردن بمواصلة بذل كل الجهود للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، خصوصا في ظل تعدد الأزمات التي تواجه العالم.
ما جاء في رسالة جلالة الملك نابع من قناعة جلالته أن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، وله انعكاساته الدولية التي لا يمكن إنكارها، فمن واجب المجتمع الدولي العمل لخلق أفق سياسي يمهد الطريق لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تفضي إلى حل عادل وشامل ، وإن حق جميع الشعوب بتقرير المصير هو حق أممي ، وبعد أكثر من نصف قرن على النكبة ، حيث لا يمكن إنكار حق الفلسطينيين بتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
إن الموقف الأردني الرسمي بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حيال القدس والقضيّة الفلسطينيّة موقف واضح ومعلن ، وساهم بوضع القضية الفلسطينية بصدارة اهتمامات المجتمع الدولي ، من اجل مساعدة الموقف الفلسطيني ، لذلك فقد عمل الاردن على ايجاد تنسيق مع كل الأطراف الدولية لدعم الأشقّاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة ، فلا يمكن للمنطقة أن تنعم بالسلام والازدهار والنمو الحقيقي، دون شمول الفلسطينيين في المشاريع الاقتصادية الإقليمية ، مع مواصلة تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وفق تكليفها الأممي، لتستمر في توفير خدماتها الحيوية من تعليم وصحة وإغاثة، خاصة للأطفال والشباب الفلسطينيين، لحين الوصول إلى حل عادل وشامل، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار ١٩٤، بما يضمن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض ولا تنازل عن الثوابت في هذا الجانب، وسيواصل الأردن دوره بموجب الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، فالقضية الفلسطينية قضية اردنية عربية عالمية مشتركة.
أن مواقف الاردنيين على الصعيد الشعبي عامة حول القضية الفلسطينية والقدس مستمرة وثابتة خلف مواقف جلالة الملك عبداالله الثاني ، حيث أن موقف الاردن ثابت برفض أي عرض أو تسوية أو صفقة لا تنسجم مع ثوابته التي أعلنها جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة بالرغم من كل الضغوطات الإقليمية والدولية للتي يتعرض لها الأردن نتيجة تمسكه بالثوابت العروبية تجاه فلسطين بهدف التشكيك بالموقف الأردني ، والتي تتزامن مع التحديات والصعوبات التي يمر بها الأردن في الوقت الحالي والمتعلقة بالشأن الاقتصادي .
إن الأردن وعلى الدوام يواجه الكثير من الصعوبات في مساعيه للدفاع عن القدس والمقدسات وحقوق الفلسطينيين بالرغم من حالة السكون التي يعانيها الموقف العربي الا أنه مستمر في العمل ضمن الإطار العربي والدولي للوصول إلى سلام عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ، وذلك تأكيد على مواقف الأردن من القضية الفلسطينية وعملية السلام والوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، ولذلك فإن جلالة الملك يشدد دائماً على أن الأردن لن يقبل بأن يمارس عليه أي ضغط بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية والقدس .
واخيراً فالمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد ، وبالتالي الحديث عن مواقف الاردن كانت وما زالت من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ما يحتاج منا إلى التذكير من أجل أن نلقم كل من يحاول أن يتعدى على ثوابتنا ، ورسالة جلالة الملك تشكل محددت بشكل موجز ومعبر عن ثوابت الاردن الوطنية والعروبية ، مع ضرورة الوعي بهذه الثوابت والعمل على ترسيخها ، وبهذه الثوابت سنمضي جميعاً تحت قيادة جلالة الملك في مسيرتنا الوطنية متجاوزين كل الصعاب واثقين مرفوعي الرأس.