يستحق كل أردني مخلص في عمله، أن نبادره ونقول له شكراً من دون مواربة أو تصنع لإخلاصه في عمله لإخلاصه في حب وطنه، فالمواطن الذي يحرص على أن يُتم عمله على أكمل وجه بالشكل المطلوب منه ولا يتخطاه بحجج وأعذار مختلفة، ويحترم الأنظمة والقوانين في عمله ولا يتجاوزها لغرض ذاتي، هو مواطن مخلص يساعد المواطن بكل مصداقية وأمانة، يستقبله بوجه طلق ولا يكون متكلفاً معه أو متذمراً، يتعامل مع المواطنين الذي يحتاجون إلى إتمام معاملاتهم بكل لين ولطف، الجميع أمامه على حد سواء لا يفرق بينهم مهما كانت درجة المعرفة والقرابة بينهم.

في وطننا الجميل يعشق الإنسان الأردني أن يقدم خدمة لأخيه بكل رحابة صدر، ويعرف أن المجتمع الأردني قوي بترابط أفراده وولائهم لأرض الأجداد وللقيم والمبادئ التي تربوا عليها، فلا عجب أن يكون كل أردني مخلص ووفي عنوان لتاريخ الأردن المجيد، فالطبيب الذي يداوي المرضى بأمانة ويتفهم معاناتهم، جراء المرض الذي يعانون، يعالجهم بكل صبر وحلم لا يتركهم ينتظرون فترات طويلة وهو يعلم أنهم بحاجة إلى العلاج حاجتهم إلى الراحة والشفاء، لا يجعل المصلحة المادية غايته الوحيدة، يبث فيهم روح الصبر على مرضهم.

وكذلك المزارع في أرضه يبذرها ويسقيها ويحرثها ويحصدها، ويبيع حصاد ما زرعه من غير زيادة في ثمن البيع يفوق قدرة المواطن المادية! يراعي الله في كل صغيرة وكبيرة في عمله، يدرك أن رضا الله يكمن في الإحسان للناس ومراعاة ظروفهم، فيتقن عمله ليكون قدوة لغيره من العاملين في هذا الوطن المعطاء. والمعلم في مدرسته يشرح لطلابه الدري بكل صدق وتفان، يقدم المعلومة التي تفيدهم ولا يبخل عليهم بذلك، يعاملهم كما الأب يعامل أبنائه، يستوعبهم ويتفهم حاجاتهم ويأخذ بأيديهم إلى طريق الخير والصلاح، ينصحهم إلى ما فيه مصلحتهم ويرشدهم إلى دروب النجاح والمثابرة لبناء مستقبلهم.

كل مواطن يخدم وطنه ويخلص في خدمته وخدمة أبنائه، يستحق كل التقدير والاحترام والدعم اللازم، وكلمة شكراً تعتبر من أجمل الكلمات التي نستطيع أن نهديها لبناة الوطن وصانعي عزها أولئك الذين يعملون بكل جد وإخلاص ، لأنهم يرفعون اسم الوطن عالياً، لا يعبؤون بمصالحهم الشخصية التي تقف حجر عثرة أمام عملية التنمية والتطور المجتمعي ، يتحملون المسؤولية الملقاة على عاتقهم بكل حكمة واقتدار وشجاعة.

واجبنا الوطني أن نرفع القبعة لهم ونُجِلهم ونحترمهم، ونقدر الجهود الذي يبذلون في سبيل نهضة الأردن.

فشكراً لكل أردني مخلص لوطننا العزيز ، شكراً لنشامي الجيش الأردني العربي، للعامل و للطبيب والمهندس والقاضي والمعلم والكاتب والفنان الذين يعملون ليلاً و نهاراً لخدمة وطنهم وأمتهم.