مرّ اليوم العالمي للعيش معًا بسلام كما هو متوقع: لم يبادر أحد لاستثمار هذا اليوم في بناء ثقافة الحوار والتواصل واحترام الآخر، وبناء مهارات حل المشكلات من دون عنف. مرّ يوم أردني جديد كسائر الأيام! لم يتصدّ له أحد، وكأن مجتمعنا لا يعاني من طغيان الهويات الفرعية، وضعف الهوية الوطنية "غير الجامعة"؛ لأن كلمة جامعة متهمة!!.
المهم، لدينا أحزاب قد تزيد التوترات، وقد رأينا كيف أن حزبيًا-تحدث بغير اسم حزبه وهاجم حزبًا آخر مؤسِّسًا لمصدر جديد من مصادر الخلافات وعدم احترام الآخر !!
إن الأطراف الفاعلة أردنيّا هي:
المؤسسة الحكومية الشبابية والتربوية، والثقافية، والحزبية ومنظمات المجتمع المدني، وحقوق الإنسان!! جميعها لم تدرك أهمية محتوى هذا اليوم، مع أنه يوم عالمي بقرار من الأمم المتحدة!
من منكم يستطيع تفسير عدم اللامبالاة هذه؟
هل لإحساسهم بأن المجتمع الأردني خالٍ من هذه الحاجة؟ أم لأن المؤسسات الأردنية قامت بواجبها تمامًا على طريقة: عدلت فأمنت فنمت !!
ماذا لو أفاق الأردنيون ذات صباح ليروا:
_ مؤسسة شبابية تفهم الشباب وحاجاتهم، ولذلك اجتمعت خلية نحل، أو حتى نمل ووضعت مناهجها لبناء الشباب.
-مؤسسة تربوية استنفرت، ودَعت مجالسها"غير المهندسة " لعدم
- قدرة الهندسة على الترميم، وتداعت لبناءخلايا أزمات لمواجهة العنف.
- مؤسسة ثقافية وظفت شعراءها وكتابها وفنانيها لبناء ثقافة الحوار.
- أحزابًا تداعت لوضع برامج لهذه الغاية.
من يمكنه تفسير ما يحدث في بلادنا بغير أن إدارة مؤسساتنا من قبل أشخاص يحملون الأسماء الآتية:
ما دخلني، أو ولا حدا، أو مش أنا، أو حُطْ بالخرج، أو جمعة مشمشية -بمناسبة المشمش-
ماذا لو حلم الأردنيون بأن قرارًا من الدولة قد اتخذ ب:
_ عدم التدوير، تسلم الشباب لقيادة المؤسسات.
_ اختيار قيادات تتمتع بدرجات إخلاص وذكاء عادية أو فوق المتوسط.
_ اختيار قيادات من أصحاب الرؤى.
_ محاسبة كل مسؤول لم يحدث فرقًا.
أعترف أنه حلم بعيد المنال لأنكم جميعًا تعرفون أهمية مصطلحات مثل: صناعة الوهم وصناعة الجهل، ودهان الهواء- كما يقول المصريون-
وهكذا سنواجه عنفًا جديدًا كل فترة، ونفصل عشرات الطلبة المشاركين فيه! وسنفتخر بأننا سنواصل النوم بانتظار عنف آخر!
هل نقول كما قال سائد كراجة في الغد صباح اليوم: نحتاج إلى ثورة ثقافية، وأضيف لها: ثورة تربوية وثورة شبابية !!