قمة جدة، حالة سياسية ولا مبالغة بالقول حاجة سياسية واقتصادية عربية، تأتي في وقت غاية في الأهمية والدقة والحساسية، باستضافة دولة هي الأقدر خلال المرحلة الحالية على إدارة بوصلة العمل العربي نحو كل ما من شأنه فتح آفاق الازدهار والتطوّر والاستقرار، فالمملكة العربية السعودية هي الدولة التي ستكون قادرة على لمّ الشمل العربي، وتقريب وجهات النظر، وتعزيز كافة سبل التعاون.
جلالة الملك عبد الله الثاني أعرب "عن ثقته بنجاح القمة العربية المقررة في جدة، متوقعاً "الانطلاق في مرحلة جديدة من العمل العربي ترتكز على قاعدة صلبة من التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة جميع الأطراف"، فهي ثقة الملك بنجاح القمة التي ستكون خطوة متقدمة نحو عمل عربي مشترك ينطلق من قاعدة صلبة من التعاون، وفي هذه الثقة رسالة واضحة بأن القمة مختلفة بكافة التفاصيل وتؤشّر للكثير من الإيجابيات التي ستتضمنها للصالح العربي وبما يخدم قضايا المرحلة.
وفي تصريحات جلالته أمس الأول لرئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل، شدد على "أولوية التصدي للتحديات السياسية التي تواجه أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، القضية المركزية للأردن وعربيا، والتأكيد على الثوابت الأردنية بهذا الشأن، وحلّ هذا التحدي الذي يعدّ في مقدمة التحديات التي تواجه الأمة العربية حتما سيكون الحل لكافة قضايا وتحديات الأمة فحل القضية الفلسطينية مفتاح حقيقي للسلام عربيا وعالميا، وطالما كانت الإرادة الأردنية والسعودية صانعة للسلام الحقيقي.
وفي ذات التصريحات أكد جلالته على أهمية القمة بل ونجاحها المنتظر في الشأن الاقتصادي حيث قال جلالته "أنا واثق من أن الجهود التي بذلها أخي الأمير محمد بن سلمان وفرت إعداداً جيداً يضمن نجاح هذه القمة التي يحرص الجميع على إنجاحها.
ما يضاعف ثقتي بالنجاح هو ما لمسناه في الشهور الماضية من قناعة بضرورة إرساء العلاقات العربية-العربية على أسس صلبة من التعاون الاقتصادي وبحيث تلمس شعوبنا النتائج وهو أمر يحصن هذا التعاون ضد التباينات السياسية التي قد تظهر بين حين وآخر"، فهي الثقة الملكية المضاعفة بأن جهود أخيه الأمير محم بن سليمان لنجاح اقتصادي عربي والذي لا يقل أهمية عن السياسي يلمس نتائجه المواطن العربي، وفي ذلك أعلى درجات النجاح بل والتفوق، في ان يلمس المواطنون نجاحا لم يأتي صنيع الصدفة إنما نتيجة عمل وجهود ورؤى ثاقبة ومتطورة وناضجة.
ولا يمكن التعامل مع قمة عربية تجمع زعماء الدولة العربية في ظروف استثنائية إلاّ على محمل الاهتمام الكبير، وفرصة حقيقية لبناء منظومة عربية مختلفة ناجحة مبنية على أسس سياسية اقتصادية وسياسية تفتح آفاقا واسعة من الازدهار وكما قال جلالة الملك أن تشكّل القمة فرصة جديدة عربيا لجديد إيجابي وهام لكافة الدول العربية في قول جلالته "أتمنى أن نكون أمام فرصة جديدة لدولنا والمنطقة، بحيث يمكن حشد الطاقات في خدمة مشروع التطوير وفتح آفاق الازدهار والاستقرار لما فيه مصلحة شعوبنا"، وهي الرؤى الملكية الثاقبة والحكيمة بأن تصل الدول العربية لما يخدم مشروع التطوير وآفاق الازدهار لما في مصلحة الشعوب العربية، هذه الرؤى الملكية التي تتجه دوما نحو تحقيق مصالح حقيقية للشعوب يعيشونها بشكل حقيقي.
(الدستور)