مثل السجّاد الممتد بلا حد، مثل الوتد، يفرش الهاشميون أيامنا بالصفاء وبالصلاة، يغرسون، مثل أشجار العطاء، فسائل محبتهم لشعبهم وأردنهم، فإذا بهم زينة الأيام الطالعات من عروق الأرض وأشجان المواويل.
وكما يفرحون لفرحنا، فإننا، والله، نفرح لفرحهم، وهل من فرح أغلى وأندى وأوفى من فرحنا بزفاف أميرنا الشبل الهاشمي المزيون، وليّ عهد المجد، حامل شعلة المسيرة في تجليات أيامها المقبلة، المزنّر بالبركة، الشامخ بالعطاء، موفور التفاعل مع أبناء جيله لِما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
نفرح يا ابن أبي الحسين بالخط العربيّ الأصيل، نفرح بكل خطوط الكون، فمن غيرنا يحق له الفرح، ونحن محاطون بكل هذا السياج من المحبة والأصالة والأمان.
هي الأغنيات التي لا تأتي على عجل المستعجلين، بل يُنْقَشُ لحنُها بكل أَناة المعاني، على مهل الحكمة الهاشمية القارّة في وجداننا، منذ الشريف الهاشميّ، ومن بعده عبدالله الأول الملك المؤسس، ثم صانع الدستور، ثم الباني، ثم مليكنا المُعزِّز الذي هلّت بمقدمه في العام 1999، سنوات الخير، والآفاق الجديدة من العمل الجاد والنوعيّ، وتكثيف القدرات والإمكانيات الموجودة في الوطن ولدى الإنسان الأردني، لتتواءم مع حركة التطوّر والبناء، وفق رؤية ملكية تضع المواطن الأردني في رأس أولوياتها، لا تعجزها التحديات، وهي جسيمة، ولا تفتّ من عضدها المعيقات. رؤية صلبة المراس، قوية الإيمان، سليمة المرامي، سائرة بعنفوان الملوك نحو التعمير والبناء.
وعلى العهد سنبقى يا الأكارم من آل هاشم، فالأردنيّ يسمو بكرامته وانتمائه على أيّ مصلحة شخصية، أو حزبية، أو جهوية، وينظر للمستقبل بعزمٍ وإصرار، ويستمد القوة والثقة بالمستقبل من إيمانه بالله عز وجل، ومن اعتزازه بتاريخه وتراثه وقيمه الأصيلة، وهي قيمٌ تزهو بأنفاسكم العطرة، أسرة واحدة جميعنا، وفي فرح سمو الأمير النضير، فإن زغاريد الفرح ستهلّ من عروس الشمال، لتلاقيها الأهازيج في ثغر الأردن الباسم، وما بينهما إلا الفرح، وحلقات الدبكة، وموائد العطاء الذي لا يحد، فهذا عرسنا جميعنا، فالحسين (لينا وحقّه علينا). إنها فرحة الأفراح جميعها، فرحة كي يستمر إعمار الوطن، ويكبر في العافية والمحبة والنماء، وكي تزداد الأسرة الأردنية الهاشمية، وتلقي على شوقها للحجاز السلام.
والحسين ابننا وابن الجيل الجاهز للقفز بالأردن نحو المستقبل، إلى "حيث تصنع الفرص بالطموح والابتكار والريادة" كما جاء في كلمة سموّه في جامعة الحسين هناك داخل وجدان معان التي على العهد الذي لا يلين ولا يستكين.
على العهد جميعنا لنفتح نافذة مشرعة نحو مستقبل أفضل ومستدام، بدون قوالب فكرية، ولا أنظمة تقليدية، ولا أحكام مسبقة. نحو فرح نبتهج به جميعنا، ونعزّز في ربوعِهِ همَّتنا الأعلى والأغلى.