حكومة الثلاثة حواجز ( 111 )
سهير جرادات
26-12-2010 12:11 PM
بصوت يرتعد ، أخذت تقول لعامل المقسم: يا خوي بدي صاحب الرقم ( 111) ، أجابها : لماذا ؟ ردت عليه : لأمر ضروري ، قال لها : ضروري جدا ؟
أجابته : أكثر من ما تتصور .
ما هي إلا دقائق ؛ حتى خرج لها صوت أجش ، يتحدث برقي ولطف : نعم يا ستي ، كيف بقدر أخدمك ؟.
تنحنحت ، وبَلعت ريقها ، وهي تقول : بدي أشتكي عليه ؛ "ذربني " .. قال لها : مش فاهم عليكي ، اهدي يا ستي .
قالت له : إلحقني ... "ذربني" أبو العيال ، " ما قًدر العِشرة " ، قاطعها قائلا : قصدك ، انه ضربك ؟ أجابته : مثل ما بقولك ، وبدي أشتكي عليه.. قال لها : شكلك يا ستي غلطانة في النمرة .
قالت : ليش مين حضرتك ؟
أجاب : أنا الحكومة .
تابعت حديثها : إذن ؛ أنا مش غلطانة ، أنت صاحب الرقم 111 .
رد عليها وهو يضحك : صحيح ، بس شو علاقتي يا ستي؟
قالت : أليس هذا الرقم المجاني لبلاغات العنف ؟.
قال : لا يا ستي ، كان هذا الرقم المجاني لإدارة حماية الآسرة ، والآن صار "إلنا " ، لأننا نتفاءل بالعام الجديد مع إطلالة شهر 1 /2011 .
قالت : مين إنتو ، بلا صغرة ؟
أجابها : الحكومة رقم 93.
قالت: مش أنتو اللي حصلتوا على ثقة من حازوا على ثقتنا؟..إذن وصلت.
قال لها : شو علاقتنا بمشكلتك؟.
قالت : أحلى ... إذا ما بدكم تحلوا مشاكلي كواحدة من أفراد هذا الشعب ، شو شغلكم .. قاطعها قائلا : نحن نضع البرامج الإصلاحية لخدمة البلد والمواطن.
قاطعته قائلة : حلو ، إذن ضعوا برنامج إصلاحي بيني وبين أبو العيال ، ما أحنا مواطنين من هالبلد ولا بتفكروا إذا حصلتوا على "الثقة" انه خلصت ، وانحلت كل المشاكل .
قال لها : أسف ، شكلك ما فهمتيني ، مثل هذه القضايا مش من اختصاصنا...قالت : قصدك ،مشاكل المواطن داخل المنزل ما بتخصكم .. الظاهر ما عندكم خبر ، أن المشاكل خارج أسوار المنزل ، هي امتداد لمشاكل داخل المنزل .. وخلينا احكيلك باختصار ؛ الفاسد فاسد من بيته ، والحاقد اتربى في بيت كله حقد بحقد، والسارق والغشاش ما لقي مين يصده من أهل بيته .
بعد أن سكتت لحظات ، قالت : بتعرف يا بني ، أنا كمان سأحجب "الثقة" عن حكومتك ، لأزيد عدد النساء (حاجبات الثقة) عن الحكومة إلى "خمسة في وجه الشيطان ".
وأكملت حديثها : بتعرف ،لماذا ؟..حتى تبقى حكومتك صاحبة الثلاثة حواجز ، حيث يمثل كل رقم من "العمدان الثلاثة " ( 111 ) حاجزا يؤشر لما يعاني منه المواطن ، ألا وهو الثالوث المرعب : الفقر، والبطالة ، والعنف المجتمعي .
وبعد لحظة صمت ، أكملت حديثها : ستنال منا الحكومة ثلاثة احتجاجات (111) ، أولها على من انتخبنا ، وثانيها على من أنتخبهم ، وثالثها على الثقة التي منحها من وثقنا بهم للحكومة.
سؤال أخير يا بني : ممكن أتعرف عليك ، مين أنت ؟
أجابها بلطف : أنا آخر إحتجاج من الرقم ( 111 ).
سهير جرادات
jaradat63@yahoo.com