أهمية الاتصال العابر للحدود
أ.د عبد الرزاق الدليمي
15-05-2023 05:08 PM
الاتصال الدولي يُشار إليه أيضًا باسم دراسة الاتصال العالمي أو الاتصال العابر للحدود الوطنية، هو ممارسة الاتصال التي تحدث عبر الحدود الدولية كانت الحاجة إلى الاتصال الدولي بسبب التأثيرات المتزايدة للعولمة. مجالًا للدراسة، يُعد الاتصال الدولي فرعًا من دراسات الاتصال، يهتم بنطاق تفاعلات «الحكومة إلى الحكومة» و«الأعمال التجارية إلى الشركات» و«الأشخاص إلى الأشخاص» على المستوى العالمي ،حاليًا ، تُدرس الاتصالات الدولية في الكليات علوم الاتصال في جميع أنحاء العالم. نظرًا إلى السوق المعولم بتزايد، مع وجود طلب كبير على الموظفين الذين يمتلكون القدرة على التواصل الفعال عبر الثقافات. علما ان الاتصالات الدولية تشمل كذلك الاهتمامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية.
الاتصال العالمي أو الدولي هو تطوير المعلومات ومشاركتها ، من خلال الرسائل الشفوية وغير اللفظية ، في السياقات والأوضاع الدولية. إنه مجال واسع يتضمن تخصصات متعددة من الاتصال ، بما في ذلك الثقافات ، والسياسية ، والصحية ، والإعلام ، والأزمات ، والدعوة الاجتماعية ، والاتصالات التسويقية المتكاملة ، على سبيل المثال لا الحصر
تبحث دراسات الاتصال العالمي في كيفية تبادل المعلومات عبر الانقسامات الجغرافية والاجتماعية ، وكذلك كيف يؤثر الاتصال ويتأثر بالثقافة والسياسة والإعلام والاقتصاد والصحة والعلاقات في عصر العولمة. تسمح استراتيجياتها وممارساتها للمسوقين والمديرين المبدعين والمتخصصين في العلاقات العامة والمستشارين السياسيين وباحثي السوق والصحفيين والقادة غير الربحيين وغيرهم من المهنيين في الصناعات الأجنبية أو الدولية بتطوير وتبادل الرسائل التي تصل إلى الجماهير عبر الحدود ، سواء كان ذلك يتردد صداها سياسيًا أو المساعدة في بيع منتج أو فضح ممارسات العمل غير القانونية. يمكن أن يتخذ الاتصال العالمي أشكالًا مختلفة ، بما في ذلك الإعلانات العالمية والخطب السياسية والقصص الإخبارية الصحفية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الصحفية والكتب والمنشورات المطبوعة التقليدية وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك ، يعد الاتصال العالمي مجالًا واسعًا للبحث داخل الأوساط الأكاديمية. ينظر العلماء في هذا المجال إلى العلاقة الديناميكية بين العولمة والخطابة ، ويدرسون كيفية تدفق المعلومات عبر التبادل الثقافي ، وكيف تتأثر الثقافة والمجتمع والاقتصاد والسياسة بوسائل الإعلام العالمية الناشئة (مثل التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي). على سبيل المثال ، قد يستكشف علماء الاتصال العالميون كيفية تأثير الشراكات الأكاديمية العابرة للحدود على نتائج التعلم في البلدان الأفريقية ، أو دراسة أنماط النسوية في الإعلانات الدولية قبل عقود من الزمن ، أو دراسة كيفية قيام ممارسات الاتصال الاستراتيجية عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة تشكيل النشاط البيئي في آسيا. قد يقوم الباحثون أيضًا بإجراء تحليل خطابي لممارسات الاتصال في أزمة الصحة العامة العالمية.
أسقطت وسائل الاتصال الرقمي كل الحدود الزمانية والمكانية ومكنت العالم من الانصهار في بوتقة واحدة ،تعيش فيه المجتمعات المختلفة من خلال نمط موحد لتتجسد العولمة الثقافية في أبعد معانيها وأصعب أشكالها وتجلياتها، حيث زالت معها كل الخصوصيات المحلية والاختلافات الجوهرية بين الشعوب، وأفرزت تلك الوسائل الرقمية آثارا سلبية جمة رغم ما حققته من انجازات للبشرية، فلقد برزت أشكالا وسلوكيات جديدة لعل أهمها هو ما يعرف الاغتراب النفسي وما نتج عنه من انعزال اجتماعي وثقافي عن المجتمعات المحلية، وكذا ظهور جملة من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر والانسحاب وضعف المشاركة الاجتماعية
وفي الوقت الذي تعتبر فيه تكنولوجيا الاتصال الرقمية مقوّما أساسيا للعولمة، فإن سيطرة الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على هذه الوسائل، تحدد اتجاه العولمة من هذه الدول إلى الدول النامية. وبناء عليه فإن أي امتلاك لهذه التكنولوجيا من قبل الدول النامية، سيحدث تغييرا في المفهوم التقليدي للعولمة، بحيث تستخدم هذه التكنولوجيا في عولمة من اتجاه آخر، يكون المرسل فيها الدول النامية، والمستقبل هو الدول المتقدمة.
المهم هنا انه لم تعد هناك ما يمنع امتلاك هذه التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا الاتصال عبر الإنترنت، واستخدامها من قبل الدول سيما بعد ان اصبح كل شيئ سلعة تباع وتشترى، وذلك بسبب التسارع في تقديم تكنولوجيا اتصال جديدة من قبل الدول المتقدمة، وتقلص الفجوة الزمنية بين الإختراع والآخر، ومع كل اختراع جديد يصبح السابق سهل المنال للدول النامية، وطيِّع الاستخدام لمن أراد ذلك. كما لا يوجد فوارق كبيرة بين المنتج والذي يليه من نفس الصنف. وهنا تصبح العولمة بمفهومها التقليدي، والتي تعتبر السبب الرئيسي في وصول تكنولوجيا الاتصال إلى الدول النامية، السبب الرئيسي أيضا في تغيير مفهومها التقليدي، من خلال التغير في طبيعة أدوار طرفي العولمة، ففي الوقت الذي كان ينفرد فيه كل طرف بدور واحد فقط، وهو إما التأثر أو التأثير، سيصبح من الممكن بعد هذا التقدم في تكنولوجيا الاتصال الرقمي سيما عبر الانترنت ، وسهولة استخدامها من قبل الجميع، -وخاصة عبر الإنترنت- أن يمتلك طرفي العولمة القدرة على التأثر والتأثير.
كما لم يعد للرقابية ذلك التأثير مع ظهور الاجيال المتقدمة من الاقمار الصناعية وتسع قاعدة استخدامات الانترنيت، ووسائل الاتصال الأخرى، كالفضائيات، والهواتف الأرضية، والنقالة، كان من السهل على أنظمة الحكم في الدول النامية أن تفرض سيطرتها على هذه الوسائل، مساهمة بذلك في تكريس العولمة بمفهومها الحالي، أما الآن فإن خدمات الإنترنت كوسيلة اتصال تعد نسبيا خارج نطاق سيطرة أنظمة الحكم، وعلى سبيل المثال لا الحصر يستطيع أي شخص أن ينشئ مجلة إلكترونية، وينشر فيها ما يشاء، في الوقت الذي لا يستطيع فيه أن ينشر نفس المواضيع بشكل مطبوع.