facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




سلامٌ لتركيا!


كمال ميرزا
15-05-2023 04:47 PM

مسار الأمور، ما لم تحدث مفاجآت، أنّ "أردوغان" سيفوز بانتخابات الرئاسة التركية.

مع التحفّظ على وسم النموذج الذي يطرحه "أردوغان" في الاقتصاد وفي إدارة الدولة بـ "الإسلامي" وهو قطعا ليس كذلك، فإنّ "أردوغان" هو أفضل الموجود بالنسبة لتركيا في هذه المرحلة، ولا مقارنة بين ما أنجزه "أردوغان" لدولته والموقع الذي انتزعه لها في السياسة العالمية وبين أداء وإنجاز مَن سبقوه!

قيام الغرب، وعلى رأسه أميركا، بإلقاء ثقلهم من أجل دعم مرشح المعارضة واضح، لأسباب تتعلّق بشكل رئيسي بالملف الروسي/ الأوكراني، وهنا تتبدّى معالم سفالتين:

السفالة الأولى، في حالة خسارة مرشح المعارضة، استغلال النتائج المتقاربة من أجل خلق فوضى وبلبلات ومظاهرات قد تُفضي إلى صدامات ومواجهات وصراع، وذلك بذريعة عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات، وتوجيه اتهامات بالتزوير والتلاعب، وهي وصفة أميركية خبيثة مجرّبة لها سوابق كثيرة ليس آخرها ما جرى في فنزويلا.

السفالة الثانية هي سفالة المعارضة العلمانية أو القومية، والتي تدّعي أنّها وريثة "أتتورك" ومشروعه "العلماني القومي"، ومع هذا فهي على استعداد للتضحية بالأتتوركية وبالقومية الواحدة أو الجامعة التي فرضها "أتتورك" على الدولة، وإحياء القوميات/ الهويّات/ الانتماءات الفرعية، وذلك لتحقيق مكاسب انتخابية، واستجابةً وخدمةً لـ "حلفائهم" الغربيين (خاصة فيما يتعلق بالدور الوظيفي للأكراد الذي كرّسه ويستغلّه الغرب حاليا)، ونكايةً بـ "أردوغان" و"الهوية الجامعة" البديلة التي عمل على تكريسها بدلا من الهوية القومية العلمانية.. وهي الهوية العثمانية الإسلامية!

ولا يخفى أنّ الحقد على كل ما هو "إسلامي" (وبصورة مشابهة كل ما هو عربي)، ولو اسما ومظهرا، ومعاداته، ومحاولة شيطنته وتشويهه وطمسه، هو عامل أساسي في هذا السياق تجييشا واستجابةً.

الانتخابات الرئاسية التركية الحالية هي الأخطر في تاريخ تركيا الحديث، بكون نتائجها قبل أن ترنَّ في "اسطنبول" و"أنقرة" سترنُّ في عشرات العواصم الإقليمية والدولية ابتداءً بموسكو، مرورا بكييف وسائر العواصم الأوروبية، وصولا إلى واشنطن ولندن و"تل أبيب" معاقل السفالة العالمية!

أتمنى الخير للأشقاء الأتراك، ولكن للأسف لا أظن أنّ الانتخابات التركية أيّا كانت نتائجها ستمرّ بسلام، والكرة أولا وأخيرا في ملعب الأشقّاء الأتراك ليصونوا دولتهم وبلدهم قبل أن يصونوا أي شيء آخر، وقبل أن ينحازوا لأي اتجاه أو طرف آخر!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :