facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردوغانية .. بين التراجع أو الغياب الكامل


م. بسام ابو النصر
15-05-2023 01:13 PM

كانت ليلة طويلة تمخضت عنها نتائج لم نتعود عليها منذ أكثر من عشرين سنة من الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، الدولة الجارة، والشريك الاستراتيجي للوطن العربي منذ اكثر من خمسمائة عام، وقد شهدنا الجنوح التركي الرسمي باتجاه اوروبا الجارة التي تسلل اليها الاسلام من الشرق عبر تركيا (الدولة العثمانية) عندما عجزت الدولة الأموية العربية ان تجتاز بلاط الشهداء (بواتيه) من جهة الغرب، ولكن بعد سقوط الدولة العثمانية عمد مصطفى اتاتورك على الغاء الخلافة والحرف العربي والترابط مع المشرق العربي، والذهاب باتجاه السلوك الاوروبي والعلمانية، وتباعدت الامتين العربية والتركية، وعظمت مشاكل تركيا الاقتصادية وتدخل الجيش في الامور السياسية، حتى وصل حزب الرفاه بقيادة نجم الدين اربكان وتلاميذه الى السلطة، ورغم سيطرة الجيش على المشهد واستبعادهم لحزب الرفاه والمعلم اربكان.

تقدم التلاميذ بقيادة اردوغان لتأسيس حزب العدالة والتنمية الذي أدخل تركيا في نادي الدول العظمى وأزاح عن كاهلها مديونية تجاوزت ٢٤٠ مليار دولار على ذمة تانسو تشيلر رئيسة الوزراء التي عارضت اردوغان في معظم الاحيان والتي تدعو الاتراك الى إنتخاب اردوغان الذي وقع في مطب الازمتين السورية والعراقية ،حتى أن الولايات الحدودية مع الدولتين قد أعطت أصواتها الى المعارضة برئاسة كليجدار اوغلو بينما كان هناك تأييدا له في بعض المناطق التي أصيبت بالزلزال المدمر في غازي عنتاب و كهرمان ماراش وبالاغلبية ، وما حولها، وصوتت المناطق الكردية في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية ضده، وبقي الناخب التركي في الخارج منحازًا الى اردوغان في المانيا والعالم العربي، ومتجهًا للمعارضة في الولايات المتحدة وكندا، مما يجعله يقفز الى نسبة كادت ان تؤهله ليكون رئيسًا للمرة الثالثة لولا النظام الانتخابي التركي الذي احتاج أردوغان الى قليل من الأصوات ليجتاز عتبة ال٥٠٪؜ ولكنه لم يحصل إلا على ٤٩,٤٢٪؜ (بدون الاصوات الخارجية) وبفارق بسيط عن منافسه الرئيسي كليجدار الذي سيعود معه الى جولة ثانية .

ربما ننظر في العالم العربي وفي الاردن بالتحديد الى فوز اردوغان بكثير من التأييد الشعبي والرسمي لوقوف تركيا مع القضايا العربية واستيعاب عدد كبير من النازحين السوريين، وعدم التعاطي مع تطبيع تجاه العدو الصهيوني، وقد كان اهتماما إعلاميا عربيًا بهذه الانتخابات، حيث الاستثمار التركي يساهم في إنتعاش إقتصاديات الكثير من الدول العربية، وتعمل تركيا اردوغان على وجود توازن إقليمي إزاء المشروعين الفارسي والصهيوني في المنطقة، وإعتبار العالم الاسلامي هو المحتوى العالمي للمشروع التركي الذي يمثل ثقلًا سياسيًا وإستراتيحيًا للدفاع عن جمهوريات اسلامية تركمانية، وعربية.

إذا أردوغان في صدد جولة ثانية من الإنتخابات مع كليجدار اوغلو في الاسيوع القادم، ويبقى هناك أهمية قصوى للمرشح اوغان الذي لم يتجاوز ٥,٦% في التحكم بجولة الإعادة في إشتراط الاعتراف بأحزاب قومية يمينية متشددة، وبمكونات حزبية كردية محظورة.

إذا تركيا تشهد منعطفًا عسيرًا بعد التراجع الذي حصل لحزب العدالة والتنمية ضمن تحالف الجمهور الذي يتقدم أيضًا في إنتخابات مجلس النواب.

ومن الفارق في الإنتخابات الحالية أن اردوغان يخسر المدن الرئيسية في أنقرة وأستانبول (التي قدمت أردوغان للعمل السياسي) قبل أكثر من عشرين سنة،في حين تنتشر شعبية أردوغان في عموم تركيا وأتراك الخارج خصوصًا للقاطنين في الشرق الأوسط، وفي الدول العربية بالتحديد.

يبقى أن ننتظر إسبوعا للشوط الثاني بين أردوغان وكليجدار، وننتظر موقف أنصار أوغان القوميين المتوقع أن يصوت الكثير منهم لكاليجدار إن لم يتجاوب اردوغان مع شروط ممثلهم اوغان، والذي سيطالب بالكثير من المكاسب السياسية.

والمشهد السياسي مليء بالمفاجآت ومفتوح على خروج أردوغان من السباق الرئاسي إن لم يحسن التفاوض مع المرشح اوغان وأنصاره، وإعادة تنظيم الصفوف، وفي كل الحالات ففوز اردوغان بهذا الفارق الطفيف سينقل تركيا في الحد الأدنى الى الاهتمام في الشأن الداخلي والتعامل مع اللاجئين السوريين كمكون يؤثر سلبيا على الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وسيعيد سعي جديد لاردوغان في إرضاء الحركة القومية، وسيعود ساعيا في إتجاه أوروبا، ونحن في هذه الحالة، سواء فاز كاليجدار في الجولة الثانية ، او فاز اردوغان، سنشهد إبتعاد تركيا عن قضايا المنطقة بإتجاه الصالح التركي، ولصالح نفعية للمواطن التركي، وينتظر العرب الذين توجهوا للاستثمار والسكن في تركيا الكثير من الصدام مع القوميين الأتراك، وهذا سيؤثر سلبا على الحركة السياحية التركية بعد الانفتاح السياحي مع الوطن العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :