وان كنا لسنا بحزبيين الا اننا سياسيين ايضا، انظروا الى مجالسنا ومضافاتنا وسهراتنا وفي بيوتنا ستجد فيها اننا جميعا نتحدث بالسياسة الداخلية والشأن الدولي وان كنا نمتلك ثقافة سياسية شعبوية لا تخرج عن اطار التأويلات والتكهنات، ولكن عذرنا معنا فلا توجد منابر سياسية موثوقة او ملتقيات فكرية تفسر لنا الاحداث او تجادلنا بقوة الحجة والبرهان وحتى مجلس النواب لم يكن يوما ما مرشدا لمعرفتنا او معززا لثقافتنا السياسية وما يدور حولنا او يتعلق بشؤوننا.
ومن هنا فلا عتب علينا ان سمى البعض منا صفقة القرن بانها المؤامره على وطننا أومن تحدث عما سمي سابقا بخارطة الطريق للسلام بالشرق الاوسط انها طريق عبور ستوصل اربد بشمال فلسطين أو من قال إن الشرق الاوسط الجديد سيكون بترحيل الفلسطينين الى الاردن الوطن البديل وقد تكون تأويلاتنا صحيحة وهكذا ٠
الحقيقة أن هذا التأويل السياسي وإن كان انعكاسا لثقافتنا السياسية الشعبوية إلا أنه مرآة لاهتمامنا الشعبي بالشأن السياسي المحلي والدولي .
ومن هنا فقد كان لتوجهنا الديمقراطي وعزمنا الوطني على بناء حياة سياسية منظمة وراشدة تقودها احزاب تمتلك رؤئ واهداف وبرامج
توعوية وتنموية وتطويرية انما في ذلك من نهج صائب وخطوة بالاتجاه الصحيح نحو التغيير والاصلاح من خلال انطلاقة حزبية تتحمل فيها الاحزاب المسؤولية الوطنية في صناعة الفرق في مسيرة وطننا ما بين الامس والغد الآت ٠
لذلك ما نريده من الاحزاب ألا تكن كثيرة وصغيرة، بل نريدها كبيرة بحجم الوطن وان تكون معززة للارادة الشعبية ليكون الجميع من ابناء الوطن شركاء في صناعة التغيير.