النكبة في الذاكرة العربية
د. عزت جرادات
14-05-2023 12:59 PM
ما أصعب استذكار النكبة (1948) في هذه الأيام، حيث ثلّة استشهاد هنا وهناك، ونكبة تدمير للعمران، وتطبيع صهيوني، وشجب وإدانة شديدة اللهجة؛ وفي الجانب الدولي حق الدفاع عن النفس للمعتدي، ومطالبة المُعتَدى عليه بضبط النفس والتهدئة، أنها معايير النظام العالمي!.
يذكرنا مصطلح النكبة بالمأساة الفلسطينية التي ارتبطت بتشريد (750) الف فلسطيني، وتدمير أكثر من (400) قرية فلسطينية، لا بل ومسحها من الوجود.
كان يوم (15) أيار (1948) نهاية مرحلة (الرعب والتهجير) التي كانت تمارسها العصابات الصهيونية في فلسطين، لتبدأ مرحلة جديدة للحرب العربية- الصهيونية على أرض فلسطين، مرسومة الإخراج والنهايات بسيناريو عدواني استعماري صهيوني.
النكبة (1948) كان أول مطبوع يصدره المؤرخ العربي قسطنطين زريق باللغة الإنجليزية بعد ثلاثة أشهر من تلك النكبة، فهل هزّت تلك النكبة المشاعر العربية والضمير الإنساني العالمي نحو مأساة ثلاثة أرباع المليون من البشر؟، وجدوا أنفسهم بهُوية جديدة، ومخيّمات رمادية اللون... كان هُوية اللاجئ الفلسطيني، ومخيمات اللاجئين الفلسطينين المنتشرة في الوطن العربي أصبحت الموئل البديل لتلك الأرض الفلسطينية التي عمّرها العرب الفلسطينيون منذ عهد الكنعانيين، وعبرّت عنها المشاعر العربية:
أعداؤنا منذ أن كانوا، صيارفةٌ
ونحن منذ هبطنا الأرض زرّاعُ
ومنذ ذلك الزمن الضائع، رسّخ الكيان الصهيوني وجوده وقوّته واطلق عليه النظام العالمي الجزيرة الصغيرة الديموقراطية في وسط بحرٍ من العداء لا يعرف معنى للديمقراطية، وتَبَنّتْ الدول الاستعمارية هذه الأكذوبة التاريخية.
واليوم، تمر ذكرى (النكبة 1948) للمرة الخامسة والسبعين، ففي الجانب الصهيوني، كان قانون قومية الدولة اليهودية الذي يهدف إلى إلغاء التاريخ والاسم والوطن الفلسطيني، وكان القانون (2011) الذي يجرّم أي فعالية أو نشاط لإحياء ذكرى النكبة في الكيان الصهيوني.
أما في الجانب الآخر:
هل نُستْ النكبة؟..
وفي هذا القدْر كفاية!..