لم أجد عنوانًا لمقالة الصديق الشرفات وهجومه غير المبرّر على الحزب" الصديق والقريب": الديموقراطي المدني غير نقص الثقافة الحزبية ؛ صحيح أن وسائط التواصل الحزبي تغري بعدوان غير أخلاقي وتنمر دون أساس، لكننا هنا أمام قضايا أكبر بكثير، تتعلق بالحزبية ومستقبل الدولة وهندستها لهذا المستقبل، فالقضية أيضًا ليست أن حزبًا مرموقًا تعرض لعدوان من شخص حزبي مرموق بقدر ماهي أنّ الدولة قفزت عن إعداد الحزبيين لندخل مستقبل الأردن وهو: عالم بدون!! أو عالم بلا! وكما أنّ عالم بدون يعني: سيارات دون سائقين.
مدارس دون معلمين وكذلك موهبة دون موهوبين! وأحزاب دون حزبيين، مع أن أجهزة الدولة عملت جهدًا ضخمًا لتنتج: حزبيين دون أحزاب، كما فرضت علينا موهوبين بدون موهبة، مثل قادتنا البرلمانيين والسياسيين والإداريين- وأخص منهم التربويين عودة إلى عدوان د شرفات على حزب يحاول أن يسد نقصًا واضحًا في الساحة الأردنية المختطفة من المحافظين وأحزاب أصدقاء الحكومات، رصدت في مقالة الشرفات "الظواهر الأردنية " الآتية:
١-أحزاب دستورية وأشخاص دستوريون يتجاوزون الدستور،
فالمواد الدستورية:
الخامسة: تكفل الدولة حرية الرأي، ولكل أردني" أن يعرب عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير.
السادسة : الأردنيون أمام القانون سواء.
السابعة: الحرية الشخصية مصونة.
ومن الواضح أن مقالة الصديق شرفات تجاوزت كل هذه المواد الدستورية.
٢-وحتى قانون التربية الأردني رقم ٣ لعام ٩٤ نصّ في المادة ٣/ج/١ على أن الأردنيين متساوون، والفقرة٣/ج/٢ نصّت على أن احترام حرية الفرد وكرامته.
وأن الإطار العام للمناهج التربوية الأردنية نصّ على مكانة المرأة إضافة إلى الحرية والكرامة والمساواة لجميع المواطنين! وفي مقالة د شرفات خروج واضح على هذه التشريعات.
٣-يتوجس د الشرفات "نوايا صادمة لدى الحزب "المتهم"، طبعًا محاكمة النوايا ليست قانونية ولا منطقية وقد تكون مجرد أوهام لا أكثر! على العموم معظم الأردنيين يحاكمون على النوايا لأنهم يعلمون: ماذا بعد، ويقرؤون ما لم يُكتب، وهم وحدهم قادرون على تحويل النوايا إلى جرائم لا شكّ فيها.
٣-هل ما زال في العصر الحالي من ينكر على المرأة إنسانيتها وحقوقها ودورها؟ وينكر الحرية الشخصية ؟ أي عصرً هذا؟ وماذا تركنا للدواعش؟ وكيف يقبل بعضنا الحرية لنفسه ولحزبه، ويمنعها عن غير حزبه!!!! وفي الثقافة الحزبية:
الحزبي هو شخص قرّر باختياره- لا بأوامر صدرت له- أن يتخلى عن كثير من أفكاره ومواقفه انسجامًا مع الحزب الذي اختاره ، فكلّ كلمة يقولها يجب أن تمثل الحزب أو تنسجم مع أفكار الحزب، لم يعد أي حزبي مستقلّا فيما يقول ويفعل، فأقواله محسوبة عليه! ولقد سبق أن نقدت مقالات ومواقف لأمين عام حزب "واعد وموعود" لأنها تصدر باسم الشخص وليس الحزب!
المهم، أفهم أننا نضيق ذرعًا بالمخالف والمخالفين، ولكن ما لا يفهم هو أن الحزبيين لا يشعرون أنهم مقيدون في حزب!! وكذلك
فإن الحزب لا يشعر أن لديه حزبيين! فالأحزاب الأردنية في معظمها:
أحزاب دون حزبيين ، فالحزبيون لا يدركون انهم في حزب! في الثقافة الحزبية "الحقيقية " إذا أخطأ حزبي ، فإن حزبه مسؤول عن محاكمته حزبيًا ، أمًا إذا صمت الحزب فإنه يدعم ذلك الخطأ، وهنا نقول:
مقالة الصديق الشرفات هي مقالة حزبية بامتياز حتى يعلن حزبه خلاف ذلك!! ومن يريد أن يتحدث باسمه العائلي فليترك الحزب.