هذا الذي شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية لم يعد أكثر من فولكلور سياسي تتكرر ممارسته في الوقت المناسب.
المشهد يتطلب قدراً من الإتقان كما هي الحال عادة في الفلكلور.. نائب يلقي كلمته بعناية, رئيس الوزراء والوزراء في حالة إصغاء تجري في العادة من وضعية إسناد الفك الأيمن على اليد اليمنى التي تكون منفرجة الإبهام والسبابة, الإبهام إلى الأسفل يسند الفك والسبابة مفتوحة إلى الأعلى, تكون هناك لحظة استراحة من هذه الوضعية يستغلها الوزير أو الرئيس في تسجيل ملاحظات تعطي المتحدث شعوراً بأهمية ما يقول.
الزملاء النواب يتوزعون بين مستمع ومهمل, منهم من يحرص على دور المستمع أملاً في أن يحظى بموقف مماثل عندما يحين دوره في الكلام, ومنهم من يصغي فعلاً لغايات تجميع عناصر تساعده في التفوق وخاصة بالنسبة لممثلي المنطقة الواحدة, وهناك عمليات إصغاء بقصد إجراء المقارنات.
بموازاة ذلك, هناك قدر من المتابعة الشعبية يتراجع بين سنة وأخرى لكنه أعلى من المعدل في مثل هذا الوقت من السنة. إن المتابعة الشعبية تكون مصبوغة بدرجة عالية من الفكاهة, إن الناس يراقبون المفارقة بين نبرة المتحدثين العالية وبين نبرة وطريقة التصويت بالثقة, كما يجرون التوقعات حول سلوك أصحاب المواقف الحامية.
ختام المشهد صار معروفاً, ولا بأس بقدر من الدراما, إذ على الجميع أن يتفاجأوا بالنتيجة: الرئيس والوزراء يُظهِرون فرحاً حقيقياً من الأعماق, وعليهم أن يحذروا من التعامل مع النتيجة كما لو أنها معروفة, عند ذلك يندفع الجميع نحو الرئيس والوزراء تقبيلاً واحتضاناً. وفي الواقع هناك درجة متدنية من العدالة في توزيع القبل والاحتضانات بين أعضاء الحكومة, لكن الأمر مفهوم ومستوعب من قبل الأطراف ذات العلاقة.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)