كشفت تقارير الدبلوماسيين الأميركيين إلى حكومتهم، التي نشرها مؤخراً موقع ويكيليكس عن أن دولاً عربية، وخاصة في الخليج العربي، تتوجس خيفة من المشروع النووي الإيراني، وتتمنى على أميركا أن تضع له حداً، ليس من خلال العقوبات الاقتصادية فقط بل أية وسيلة عملية أخرى.
معلقون عرب استهجنوا هذا الموقف على اعتبار أن السلاح النووي الإيراني سيكون موجهاً ضد إسرائيل، وأنه سيكون سلاحاً رادعاً من شأنه تحييد السلاح الذري الإسرائيلي، وربما يمحو إسرائيل من الخارطة، كما يقول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
من ناحية أخرى يلفت هؤلاء المعلقون النظر إلى أن الخطر الأكبر يأتي من جانب إسرائيل التي تملك مائتي رأس نووي على الأقل، تكفي لتدمير جميع العواصم والمدن والسدود العربية، فلماذا نرفض المشروع النووي الإيراني ونسكت عن المشروع النووي الإسرائيلي الأكثر تطوراً وفعالية.
الخطر الإيراني لا يقلل من شأنه وجود الخطر الإسرائيلي، فهو يشكل إضافة إليه، وليس من المستبعد أن تتوصل إيران وإسرائيل إلى صفقة لاقتسام البترول والثروات العربية باعتبارها غنيمة جاهزة لمن يريد السيطرة عليها. وسلوك إيران في العراق لا يطمئن أحدأً.
الخطر الإسرائيلي ليس جديداً، وإذا كان يشكل الخطر الأكبر فهذا لا ينفي رفض الخطر الأصغر، فأصغر المخاطر الذرية خطر ماحق. ولم تكن أميركا أخطر بكثير من الاتحاد السوفييتي لمجرد أنها كانت تملك من القنابل الذرية ما يكفي لتدمير العالم عشرين مرة، في حين لا يستطيع الاتحاد السوفييتي أن يدمر العالم سوى عشر مرات، فكلاهما قادر على تدمير العالم.
إيران لا تريد امتلاك القنبلة الذرية لضرب إسرائيل أو أميركا، فهي تعرف تماماً أن الرد في هذه الحالة سيكون ماحقاً، ولكنها تريد امتلاك القنبلة الذرية ليصبح بمقدورها حرق البترول العربي فيما إذا تعرضت لضربات أميركية أو إسرائيلية، أي أنها تريد جعل البترول رهينة بيدها ودرعاً لحمايتها.
في الحالتين العرب هم المستهدفون، ومن حقهم السعي لامتلاك السلاح الذري لحماية أنفسهم، حيث تقع الثروة العربية بين قوتين نوويتين لكل منهما مطامع لا تخفى على أحد.
أما شعار شرق أوسط خال من السلاح الذري، فهو مجرد شعار أو أمنية تحقيقها غير وارد عملياً طالما أن إسرائيل فوق القانون.
(الرأي)